وجه المناضل نور الدين بلكبير، رسالة مفتوحة إلى وزير الشؤون الخارجية بخصوص اوضاع اخواننا واخواتنا المنحدرين من الاقليم الجنوبية الصحراوية بمخيمات تندوف، جاء فيها : ” دقت كل من المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للتغذية ومنظمة اليونيسيف خطر المجاعة الذي يتهدد اخواننا واخواتنا المنحدرين من اقاليمنا الجنوبية الصحراوية المتواجدين بمخيمات تندوف من مجاعة وخاصة الاطفال والنساء، حيث عرفت الموارد الغدائية نقصا حادا لفقدان 75% من الموارد التي كانت سابقا، اذ من 17 كيلو غرام تغدية المحدد لكل فرد في الشهر لم يعد بالإمكان توفير الا 5 كيلوا للفرد، وقد بدأت بعض المؤشرات تظهر وعلى رأسها ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الرضع الذين تتراوح اعمارهم بين 6 و59 شهر اذ ارتفع من 7.6 الى 10.7%، وان كل طفل واحد فقط من ثلاث يتمكن من التوفر على مواد غدائية متنوعة ، و35% من اطفال المخيمات يعانون من سوء النمو و13% مصابين بمرض الكساح rachitisme، مما سيكون له عواقب وخيمة في المستقبل، وذلك نظرا لنقص في الموارد وشح في المساعدات الدولية، لعدة عوامل جزء منها مرتبط بأزمة كورونا وتبعاتها وبالأزمة الاقتصادية العالمية الحالية التي ادت الى ارتفاع مهول في اثمنة المواد الغدائية عالميا، مما جعل عددا من برامج الأمم تفتقد للتمويلات اللازمة، وكذلك الى سوء التدبير الذي الذي رافق توزيع ومثير عدد من المساعدات الدولية الشيء جعل بعض المانحين يعيدون النظر في شكل وحجم الدعم.
وللتذكير ليست المرة الأولى التي تثير مؤسسة أممية هذا الخطر، فقد سبق لبرنامج الامم المتحدة التغدية PAM في تقرير صادر سنة 2020 تصنيف مخيمات تندوف ضمن المناطق الأفريقية المهددة بسوء التغذية ووجه نداء بشأن ذلك، وقد ثمنا ساعتها استجابة الحكومة الفرنسية التي دعمت المخيمات بمبلغ 300 الف اورو رصدته لتغذية اطفال المدارس، كما أنها كانت مبادرات اخرى وعلى رأسها اسبانية.
اكيد تعلمون السيد الوزير الأوضاع الصعبة والماساوية التي يعيشها اخواننا واخواتنا بمخيمات تندوف، وانه إضافة إلى مشكل سوء التغدية والمجاعة فانظمة الصحة والتعليم اصبحت على حافة الإنهيار التام.
اننا نطمح ان يتمكن اخواننا واخواتنا من الالتحاق في القريب العاجل بوطنهم، لكي يساهموا الى جانب اخواتهم واخوانهم بالاقاليم الجنوبية الصحراوية في تدبير شؤونهم والتمتع بخيرات بلدهم في إطار الحكم الذاتي الموسع في مغرب موحد وديمقراطي، و الذي علينا بدل مجهودات اكثر لتقريب اجال ذلك، لذا فإنه من مصلحتنا ان يلتحقوا بنا وهم في صحة جيدة وقد استفادوا من حد أدنى من التعليم، وكذلك حتى لا نترك الفرصة للذين عوض البحث عن الحلول استغلوا الفرصة للدعاية بئيسة مفادها تخلي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن اللاجئين بمخيمات الحمادة بتندوف،
لذا فاننا نوجه اليكم هاته الرسالة قصد العمل اتجاه عدد من شركاء المغرب لحثهم على تقديم مساعدات للمخيمات، وعلى راس هاته الدول كل من اسبانيا وفرنسا والمانيا، وبعض الدول الإسكندنافية، وكذلك مع بعض المنظمات غير الحكومية الدولية التي تستغل في المجال الانساني، ، كما نطمح ان تكون هاته المناسبة لدفع الدول المانحة والمنظمات الأممية لوضع آلية ناجعة وشفافة لتدبير الدعم والمساعدة الدوليين.
وفي الاخير نعلم السيد الوزير أن ما كان ان يتخلى عن أبناءه، لولا اننا نعلم ان قصر النظر لذى البعض سيحول دون ذلك.