محمد نجيب كومينة
كشف الولايات المتحدة عن خطاب تبون الموجه لكاتب الدولة الامريكي بلينكن عرى حالة الهديان التي يعاني منها الموظف الذي وضع على راس الدولة الجزائرية من طرف الجنيرالات.
ليس المهم في الخطاب هو حديث تبون مع بلينكن عن الحليب، وانما تاكيده له بان الدولة الجزائرية، المعروفة بارتباطاتها، تشبه الولايات المتحدة وتتفق معها في كل شئ، كذا، اي بما في ذلك موقفها حاليا في الصراع الجاري مع روسيا في الحلبة الاوكرانية، الا في موضوع واحد هو المغرب.
وهنا يكمن الاهم، الذي لن يفوت روسيا ان تسجله، حيث عمل على اقناع محاوره بان المغرب مثل روسيا حاول ويحاول التوسع على حساب جيرانه في الجزائر وموريتانيا، كذا، واضعا بذلك بلده، وايضا موريتانيا التي لا حق له في التحدث عنها في لقاء من هذا القبيل، في موقع شبيه باوكرانيا.
و اعتقد جازما ان بلينكن قد كتم ضحكة وهو يسمع هديان الرجل الذي لايرقى الى مستوى حديث رئيس دولة و يسجل تناقضاته التي تعكس حالة سكيزوفرينيا لاشفاء منها، و لربما هذا ما دفع الى نشر ماقاله تبون كي يقراه الروس والصينيون والاوروبيون والاسرائليون، الذين قال تبون ان لامشاكل له معهم، و ايضا الشعب الجزائري الذي سيعرف من الان فصاعدا ان نظامه يشتري السلاح من روسيا و يتفق مع امريكا او يتملقها، و من المؤكد ان تبون لم يتوقع ان تكشف الخارجية الامريكية عما قاله، وربما لم يكن على علم بان الامريكيين كانوا يسجلون اقواله، وربما فرض عليه التسجيل وقبله .