محمد السريدي
فوجئ المتتبعون للندوة الصحفية التي عقدها وليد الرگراگي مدب المنتخب الوطني المغربي صباح السبت 20 يناير الجاري ، الخاصة باستعدادات الاسود للمباراة الثانية ضمن المجموعة السادسة بكأس إفريقيا التي تحتضنها الكوتديفوار من 13 يناير الجاري الى 11 فبراير المقبل ، بتدخل غريب لأحد الاعلاميين الذي تحدث عن حضور 140 صحفيا لتغطية اطوار الدورة الرابعة و الثلاثين للكأس الإفريقية و تتبع مشوار الاسود فيها .
وابرز الصحفي أن” هم ” يحبون المنتخب الوطني و طلب من الرگراگي السماح لرجال الاعلام بمتابعة تداريب الفريق الوطني ولو لمدة زمنية قصيرة على اعتبار ” حبهم ” للنخبة الوطنية مما جعل القاعة تنفجر بالضحك !!
وهكذا يمكن القول إن الرسالة الإعلامية لم تعد تتغيا الخبر و القيام بتغطية أحداث الدورة الرابعة و الثلاثين، بل صار الهم الاساسي لبعض الاعلاميين ” حب ” النخبة المغربية لاعبين و أطر تقنية !!
كل المغاربة يحبون الفريق الوطني، اما أنت ايها الصحفي البئيس “حبك انت شكل ثان ” لا تنس ان مهمتك الاساسية هي نقل الخبر .
الأمر الذي يطرح السؤال كيف لمن يعشق احدا أن ينتقده ؟؟ طبعا لأن تكاليف الرحلة وفرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و بالتالي لم يجرؤ العديد من الصحفيين عن إثارة الظروف المزرية المخصصة لإقامة العديد من رجال الاعلام في البداية، مما جعل القضية تصل إلى قبة البرلمان، ليتم في الاخير حل المشكل.
بيقه هذا في الوقت الذي عمد رئيس الوفد الاعلامي المغرب الذي لا تربطه بكرة القدم و الرياضة عموما الا الخير و الاحسان، الى تهديد بعض الصحفيين الذين احتجوا في البداية عن ظروف الإقامة !!
المفاجأة الثانية في الندوة الصحفية ذاتها جواب المدرب على تدخل الصحفي العاشق ، يقول المثل الشعبي” اذا كان المتحدث احمق، على المستمع أن يكون عاقلا “، لكن المدرب الشاب وليد الرگراگي الذي لقي استحسان المغاربة قاطبة بعد انجاز كأس العالم بقطر و حظي رفقة اللاعبين باستقبال ملكي و تم توشبحه بوسام العرش، تجاوز خلال الندوة ذاتها الحديث عن كرة القدم و اضحى خبيرا في العلاقات الزوجية ومدونة الاحوال الشخصية، حيث شبه المنتخب بالمرأة قائلا : ” المرأة ملي كتغبر عليها كتوحشها و المنتخب بحالو بحال المرأة خاص متشوفوش يوميا باش توحشو كثر ” !! يا سلام الرجل اضحى عالم اجتماع .
مهلا آ السي وليد دورك الاول و الاخير هو اعداد منتخب قوي يستطيع الظفر بالكأس القارية التي ظل المغاربة ينتظرونها على الاقل منذ تنظيم المغرب للتظاهرة سنة 1988 .
اما العلاقات الزوجية و تشبيه المنتخب بالمرأة في الحب و الغياب عنها فيدخل في باب اللغو ، ليس إلا .
” ضرب راسك للمعقول آ سي وليد ” الباقي أصعب، فليست كل الفرق تنزانيا وبه الاعلام و السلام .