إدريس الأندلسي
رحم الله بلمجدوب و عثمان السليماني …المتواضعين .
نعم مصر تستحق أن تمر إلى الدور الموالي لكأس أفريقيا. تلقت الهدف الأول عبر ضربة جزاء نفذها بوفال و أخذت بزمام المبارة إلى نهايتها. لدينا فريق وطني يضم مواهب و لكنه لم يتعرض لامتحان حقيقي قبل مواجهة الفراعنة. صحيح أننا حققنا أربع انتصارات لكنها كانت كلها صعبة و أمام فرق تتذيل الترتيب الأفريقي و العالمي بإستثناء غانا.
ولكن كل انتصاراتنا المستحقة بينت أن فريقنا الوطني كان مهتزا وبين أيادي غير آمنة من الناحية الفنية. تغييرات غريبة و إبقاء لاعبين في لائحة الإحتياط و حتى خارجها و الإعتماد على من تميزوا في أوروبا و عالميا لخلق الفرق و صنع النجاح و هم قلة قليلة. تعلقت آمال محبي الكرة بهم و ظنوا أن الفريق الحالي سيفكعقدة كأس إفريقيا التي تعثرنا في سبيل الحصول عليها منذ عقود من الزمن ،لكن الواقع لا يرتفع.
لقد فشلنا في رفع التحدي الذي كنا قادرين عليه. خصصنا الأموال و الرجال و تركنا أمور كرة القدم للمشرفين عليها و دعمنا و شجعنا، لكننا رأينا و سمعنا عن التدبير و حتى عن الدبلوماسية الكروية و حتى عن إمكانية بلوغ أعلى المراتب. ولكن المحب للفريق و الذي لا يدعي معرفة بالخطط التكتيكية و لا بادوار المدرب و الفريق الكبير الذي يساعده، فطن إلى أن الفريق يحتاج إلى السواري. صحيح أننا فزنا في عدة مباريات مؤهلة لكأس أفريقيا و لكأس العالم و الكل يعرف أن القرعة أعطتنا مساحات من الحظ و الأمل.
و مر الدور الأول و كان فريقنا الوطني هو الأول و كان الجمهور هو الأول من عرف أن هذا الأمر لا يبشر بخير. تركنا وحيد خاليلوزتش وحيدا في إتخاذ قراراته. اختار من شاء و لعب بمن شاء و ارعب الجمهور باختياراته. وتوفقت الجهود الفردية لبوفال و حكيمي الحارس بونو في خلق الفارق أمام فرق كنا نعتبرها ضعيفة. أؤكد أن الطفرة النوعية التي تزرع روح الانتصارات يخلقها المغربي حتى النخاع. افرحنا بادو الزاكي كمدرب ولاعب وافرحنا بودربالة و التيمومي و لمريس و خليفة و البهجة وضلمي وغيرهم لأنهم كانوا فريقا. ولذلك نحلم ونتمنى أن يكون لدينا فريق وليس مجرد نجوم لأن كثرة النجوم لا تصنع الفارق و لا تكون الفريق.
الأمل في العبور إلى كأس العالم حلم يجب تحقيقه و ذلك باسناد الأمر إلى ذوى الكفاءة و زرع روح الفريق في من يفتقدونها. شهر مارس سيكون ربيعا لفريقنا أو لا يكون. و نتمنى أن يكون و أن لا نكون مجرد مجموعة تفقد كل سيطرة على كل شيء في لحظة وجب فيها امتلاك كل شيء إلى الدقيقة التسعين. سيقول المختصون شيئا آخر و لكن ما سبق من قول خرج من قلب طفح به الكيل.