كد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال اليوم الثلاثاء 16 أكتوبر بنيويورك، أن العملية السياسية بشأن قضية الصحراء المغربية عرفت، منذ سنة 2018، تطورات ملحوظة، حيث أن مجلس الأمن دعا، في قراره الأخير رقم 2414 الذي اعتمده في أبريل الماضي، إلى إيجاد “حل سياسي واقعي وعملي ودائم، يقوم على التوافق” ولم يربطه إطلاقا بتقرير المصير.
وشدد هلال في كلمة أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن “هذه اللهجة الجديدة لمجلس الأمن تؤكد حتمية الابتعاد عن الإيديولوجيات المتجاوزة التي تعود للحرب الباردة. كما تكرس الإقبار النهائي لجميع المخططات السابقة لسنة 2007، لاسيما الاستفتاء الذي لم يشر إليه أي قرار من قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2001”.
وأضاف أنها تشكل أيضا “تحولا جوهريا في مجلس الأمن”، مشيرا إلى أنه “في الواقع، إذا كان المجلس دعا، في السابق، جميع الأطراف إلى التحلي بالواقعية وروح التوافق، فإنه عزز هذه السنة دعوته عبر الانتقال من الجوانب المرتبطة بمواقف الأطراف، أي واقعيتها وروح التوافق لديها، إلى معايير الحل نفسه، والذي يتعين أن يكون، من الآن فصاعدا، واقعيا، وعمليا ودائما ويقوم على التوافق”.
وأوضح السفير أن هذه المعايير الجديدة تتلاءم تماما مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي أقر مجلس الأمن والمجتمع الدولي بأنها “جادة وذات مصداقية”.
كما أكد أن المقترح المغربي يمثل حلا واقعيا، لأنه يستجيب لحقيقة الوضع الاجتماعي الاقتصادي والسياسي في الأقاليم الجنوبية المغربية، وعمليا كونه يكرس إدماج وتملك ساكنة الصحراء بمختلف أجيالها وفئاتها ومكوناتها السياسية والقبلية والمهنية، ومستداما لأنه يدرج حل هذا النزاع الإقليمي في إطار منظور شمولي، يقوم على السلام والاستقرار والاندماج الاقتصادي للمنطقة المغاربية.
وأضاف أن المقترح المغربي توافقي، لأنه يمثل تجسيدا للتوافق الذي تبناه المغرب كخيار للتوصل إلى حل لهذا النزاع، من خلال العمل على تطوير مواقفه الأولية التي تعود لبداية النزاع الإقليمي مسجلا أن “هذا الموقف المسؤول للمغرب يختلف عن المواقف المتطرفة وغير القابلة للتحقق التي تبديها الأطراف الأخرى والتي ظلت جامدة منذ أربعة عقود”.
وذكر هلال بأنه في أعقاب هذا القرار، وجه المبعوث الشخصي هورست كولر، بعد زيارة ناجحة جدا إلى الصحراء المغربية، بفضل التعاون الكامل من جانب السلطات المغربية، دعوة للمغرب والجزائر وموريتانيا على الخصوص، للمشاركة في مائدة مستديرة في جنيف يومي 5 و6 دجنبر المقبل.
وقال إن المغرب كان أول من استجاب لهذه الدعوة على الفور وبالإيجاب، مؤكدا بذلك التزامه بالعملية السياسية ودعمه لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الإقليمي، وفقا لقرارات مجلس الأمن الصادرة منذ سنة 2007.
وخلص هلال إلى ان “المشاركة البناءة والمسؤولة للمغرب في المائدة المستديرة ستتم في احترام للمرتكزات التي حددها جلالة الملك، في الخطاب التاريخي بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء المظفرة، في 6 نونبر 2017”.