عبد الله المعاوي
هل تسمعون ب ( دق أزفل ) ؟ هو مصيبة المشاهدين المغاربة في هذا الشهر المبارك . فمن كلنا مغاربة الى البيلوطة الى طوندونس إلى ألخ …الواحدة تنسيك الأخرى . من( مرمددة) التراث الشعبي الوطني الى قتل الفأر في مقصورة الطائرة ، إلى الاستجواب مع الجن الى القبض على الأخ الأكبر لساركوزي الى معرفة بماذا يمكن للمرأة أن تقوم به اذا قدم له مليار نقدا .كبسولات فكاهية تختزل الفقر الأدبي والاستغلال الفني بنوع من عدم احترام المهنة وغياب التخصص في أشكاله الدرامية التي عادة ما تضع الأنماط الزمنية بأبعادها السيكولوجية والأساليب الكتابية في حياكة زمنها الدرامي الذي تتجلى عملية الإبداع فيه كلما كانت مدته أقصر .فتتحول هذه الصنعة الفنية في دورنا التلفزية الى الضحك على المتلقي الذي أصبحت تعد له الأشكال الدرامية الفكاهية وكأن المعد يتعامل مع متلق متخلف بليد ساذج لا يعرف من الوجوه الا فلان وفلانة، ولا يستسيغ سوى ما أرغم على استهلاكها في شهر رمضان من كل سنة من اسكتشات تتغيأ الأداء الساقط والنمط الزائف والنماذج المنمطة والمحنطة في حركات وقفشات صبيانية نزلت بمستوى التقبل الى الحضيض المبتذل.في الوقت الذي تقدم فيه الفكاهة عند الشعوب التي تحترم متلقيها في اسكيتشات وانماط تتحول مع مرور الزمن الى مراجع لدراسة اللغة والأساليب الأدبية والمقاطع الشعرية الشعبية الرائعة.لك الله يا وطني ولك الله يا جيلنا الصاعد وسط الوحل والهواء الملوث الضبابي الذي يوسع ثقب التلقي بين الدار واهلها بين الشاشة ومموليها ليهجروا رغم أنفهم الى قنوات من خارج الوطن مكرهين هربا من الرداءة المفروضة على أذواقهم .