هكذا يتسائل أحد الأطفال حول ما إذا كان لدى النمل والحشرات الأخرى، هذا السائل الذي يعد ضروريا لكثير من الكائنات الحية مثل الإنسان والحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
تقول تانيا لاتي، المحاضرة في كلية الحياة والعلوم البيئية بجامعة سيدني: “الإجابة المختصرة هي أن النمل لديه شيء يشبه الدم، يسميه العلماء “الهيموليمف”، أو “الدم واللمف”، لونه ضاربٌ إلى الصفرة أو الخضرة”.
تكون وظيفة الدم في الفقاريات -الحيوانات التي لها أعمدة فقارية- مثل الإنسان، والقطط، والكلاب، والثعابين، والطيور، والضفادع، نقل المكونات المهمة داخل الجسد، إذ ينقل المواد الغذائية من طعامنا، ومخلفاتنا، وينقل كذلك الأكسجين من الهواء إلى باقي أجزاء الجسم ليعمل بشكل صحيح.
لماذا يختلف لونه عن دم الإنسان؟
دم الإنسان أحمر اللون لأنه يحتوي الكثير من الحزم الصغيرة جدا المسماة “خلايا الدم الحمراء”، التي تحمل الأكسجين داخل الجسم. تقول لاتي “النمل والحشرات الأخرى لديها سائلا داخل أجسادها ينقل هذه المواد أيضا. وعلى الرغم من أن هذا السائل يقوم بجزء من وظيفة الدم لدى الفقاريات، لكنه ليس دما، وبصورة أدق يسمى “الدملِمف”.
وتضيف: “هناك اختلاف مهم بين الدم والهيموليمف أو ما يمسى بـ”الدملِمف” هو أن الأخير لا ينقل الأكسجين داخل حسم الحشرات”.
ويرجع السبب وراء كون الهيموليمف لدى الحشرات عادة ما يكون مائلا للصفرة أو الخضرة (ليس أحمرا) هو أن الحشرات ليس لديها خلايا دم حمراء.
قد تتساءل كيف تنقل الحشرات أو النمل الأكسجين داخل أجسامها دون مساعدة خلايا الدم الحمراء، والجواب هو أنه في الحشرات ينتقل الأكسجين إلى أعضائها بطريقة مختلفة جدا عن البشر.
تقول لاتي: “في البشر، يدخل الأكسجين إلى أجسامنا عن طريق الفم أو الأنف ثم ينتقل إلى الرئتين، وبدورها تنقل الرئتين الأكسجين إلى خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في جميع أعضاء الجسم”.
وتضيف “لكن، في الحشرات، تتنفس هذه الكائنات من خلال ثقوب صغيرة على جوانب أجسامهم تعرف بالـ”الفتحات التنفسية”، وكل فتحة منها تؤدي إلى أنابيب هواء تسمى القصبة الهوائية والتي تتفرع داخل الجسم بأكمله”.
تشير لاتي إلى أن “أنابيب الهواء تنقل الأكسجين مباشرة إلى أعضاء الحشرة دون الحاجة إلى مساعدة خلايا الدم الحمراء”.