غني القباج
ظلت حرية الناس في التعبير النقدي لنظام الحكم مكبوتة ولا زالت مقموعة.. لذلك غالبا الإنسان المغربي يحاور نفسه وهو ينتقد الأوضاع وفق ثقافة وإيديولوجيا عفوية سائدة دون تَمَلُّكِ ثقافة وفكر سياسيين نقديين ..
ولما توفرت وسائل الاتصال تفجر ذلك التعبير المكبوت على صفحات هذه الوسائل بشكل عفوي وعشوائي .. ومن حسنات وسائل التواصل الاجتماعي أنها كشفت كم هي متفشية تفاهة وشعبوية العقل السائد في مجتمعنا …
كما كشفت وسائل التواصل الاجتماعي عزلة “مثقفين” و”مثقفات” وجامعيين وجامعيات وعدم تأثيرهم في الواقع الشعبي.. لأن ليس لهم موقف من قضايا المجتمع السياسية و الاجتماعية (الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، المساواة، التحرر، التقدم، التغيير …إلخ) ، ولا يحولون مواقفهم إلى وعي وممارسة في العقل الشعبي … وكشفت هذه الوسائل أننا نعبر عن مواقفنا أكثر بكثير من ممارستها.. ولا يفسر وينتقد أغلب المثقفين والمثقفات عموما الواقع السياسي دون أن يعمل مع الناس لتغييره جذريا..
وهذا الواقع يطرح سؤال من هو المثقف/المثقفة؟ إذ لا يكفي أن نتوفر على ديبلومات تعليمية وفنية وتقنية وشهادات جامعية كي نكون مثقفين!!! لأن الثقافة موقف يُمَارَس في المجتمع وصراعاته… لذلك أعتقد أن المتعلمين الذين لهم مواقف تظل حبيسة الذات أو تنشر في كتب وعلى صفحات التواصل الاجتماعي والجرائد دون أن يمارسوها في المجتمع، ليسوا مثقفين …