نور الدين بلكبير
أصدرت محكمة فدرالية بولاية كاليفورنيا الأمريكية يوم الجمعة 20 دجنبر 2024 حكما يدين شركة NSO Group الإسرائيلية المنتجة لبرنامج Pegasus، بتهمة خرق القانون الفدرالي الأمريكي المتعلق بالغش والشطط المعلوماتي CFAA# وقانون ولاية كاليفورنيا والمتعلق لمحاربة الغش المعلوماتي CDFA# ، والقرصنة المعلوماتية، وحدد القاضي هاميلتون Hamilton تاريخ 17 يناير 2025 كأجل لكي تقدم شركة Méta المالكة لتطبيق واتساب WathsApp مبلغ التعويض، وتاريخ 3 مارس 2025 تاريخ الحكم بمبلغ التعويض.
وتعود وقائع الدعوى القضائية الى سنة 2019 حين اكتشفت إدارة التطبيق واتساب WathsApp ، بان 1400 من مستخدمي تطبيقاتها تعرضهم لعملية اختراق هواتفهم عن طريق برنامج التجسس الاسرائيلي Pegasus المملوك لشركة NSO Group , وذلك عن طريق اختراق قواعد بيانات serveur تطبيق واتساب، و ارسال طلب اتصال بالفيديو باستعمال serveur واتساب لكل واحد من 1400 ممن شملتهم عملية القرصنة، ومباشر بعد قرصنة الهاتف ت عملية مسح كل آثار المكالمات.
ومنذ 2019 تاريخ تقديم دعوى شركة Méta المالكة لتطبيق واتساب بشكوى ضد شركة NSO Group الاسرائيلية عملت هاته الأخيرة بكل الوسائل لالغاء الدعوى، ورغم أن بعضا من الضحايا حاولوا تقديم شكاوي ضد الشركة الاسرائيلية بقيت الشركة الاسرائيلية خارج اي مساءلة، باستثناء القرار الأمريكي صادر سنة 2021 بفرض حذر وعقوبات اقتصادية على الشركة الاسرائيلية بسبب اختراق بعض الهواتف تحمل ارقام امريكية.
ويعد هذا الحكم سابقة ستفتح افاقا جديدة لكل المتضررين من برامج التجسس، اذ بعد هذا الحكم تشكلت مجموعة من المحامين والمحاميات لمتابعة الملف وطرحت على نفسها على الإجابة على السؤالين التاليين:
– بما ان الحكم صادر لفائدة شركة واتساب، كيف يمكن للضحايا الذين تعرضوا للتجسس عن طرق برنامج Pegasus ، وخاصة الواردة أسماؤهم ضمن 1400 من ان يتقدموا للاستفادة من تعويض في مواجهة شركة NSO Group المنتج لبرنامج التجسس Pegasus.
– هل يمكن استنادا على هذا الحكم متابعة الدول التي استخدمت شركة NSO Group برنامج Pegasus لفائدتها.
كيفما كانت الاحوال فإن هذا الحكم يفتح الطريق على القطع مع افلات الشركات المنتجة و المستعملة لبرامج التجسس من الافلام من العقاب والعمل خارج اية مراقبة قضائية.
وللتذكير فإنه في سنة 2016 سيتم اكتشاف أول حالات التجسس والتي طالت صحفيين وسياسيين وجامعيين، وقد شكل هذا البرنامج تهديدا خطيرا للعديد من الاشخاص، وخاصة المنشقين بدولة الطوغو.
وفي الاخير يجب الإشارة أن هذا الحكم جاء في اللحظة التي اعتبرت الشركة الاسرائيلية انها بصدد العمل على رفع العقوبات عليها، وكذلك بعض الشركات المنافسة مثل الشركة المنتجة لبرنامج التجسس Paragan# انها يمكن انطلاقا من الولايات المتحدة الأمريكية الحصول على أسواق جديدة عبر العالم، الا ان هذا الحكم سيعطي دفعة قوية لكل مناهضي هذه البرامج زالداعين الكونغرس الأمريكي الى منع مثل هاته البرامج السامة من الاستقرار بالترتيب الامريكي .