يوسف الطالبي
حسم أحمد فؤاد نجم السجال منذ زمن عندما قال، هما فصيلة واحنا فصيلة.
رشيد الطالبي العلمي عندما اعتبرنا مرضى لأننا تأوهنا من قسوة سوط الأسعار علينا، محق كامل الحق، نحن مرضى ومجانين برأيه البرجوازي الذي لم يعرف قط كم ثمن الزيت والشاي والدقيق، ولا تابع تقلبات أثمنة والخضر بين يوم ولاحقه، لم يستبدل طبيب الأسنان بحجام بسبب ضيق ذات اليد وانغلاق أنظمة العلاج والحماية الاجتماعية في وجهه، لم يحجز ممون الماء أو الكهرباء عداده لأنه تأخر عن السداد، لم يضطر لبيع دراجته النارية أو أثاث منزله ليشتري خروف العيد. حياته لا تشبه حياتنا لا في متطلباتها ولا في إكراهاتها.
والاختلاف ليس هذا فحسب، الوطن عندهم فرص وأرصدة وعقارات وحظوة، والوطن عندنا حلم مؤجل، جرح نازف، وهو مرضنا الذي لا علاج لنا دون إدراكه، ولا حظ لنا في الشفاء منه إلا بالقضاء على الڤيروسات والطفيليات من قبيل رشيد العلمي وأمثاله.
وطننا ليس هو وطنهم، وفرحنا ليس هو فرحهم، وديمقراطيتهم ليست هي ديمقراطيتهم، هم فصيلة واحنا فصيلة.