في عهود الظلام أضاءت طريقنا منارات نحو الانعتاق لملامسة المرجو، وكان العراك شرسا شريفا سقطت فيه منارات وانطفأت في مساره شموع، وقيّدت الأصفاد مشاعل متوهجة لتلقيها في غياهب الظلمة الظالمة.
من هؤلاء تلألأ في الدجى رفيقنا محمد بالمقدم الى جانب حشد ملتهب بأنوار التحرر فكان بينهم شامخا بالتواضع هادئا في الحوار والنقاش كان يسمع أكثر مما يتكلم، ومقلا مقتضبا في دليله واستدلاله وبرهانه، لا يروم الصدام كثير الابتسام بشوش في المطارحة.
كيف يموت المضياف الكريم الشهم وهو سيظل حي يرزق في ذاكرتنا وفي قلوبنا وفي تاريخ نضالاتنا وفي حسرة تشظينا كان دائما محط لقاء وترحاب باسم يفتح لك آفاق للأمل من جديد.
فلن نبكيك دموعا وندما لا يصح إلا أن نبكيك دما من القلب ومن كياننا الذي يفيض بمزاياك وعطاياك الحبلى بأنبل المعاني.
اعماقنا قبرك ومرشدنا فكرك وفي ذممنا مبتغاك اطمئن فلن نفارقك في السبيل الذي اشتركناه يوم دشنت بدايته رفقة عائشة والحشد والجموع، ونستسمحك على تمهلنا في المسير وانا اليه راجعون.
مولاي حفيظ السيدي / أگادير