آخر الأخبار

وداعا ادريس الخوري

محمد نجيب كومينة

َوداعا ابا ادريس، ادريس الكص، المشهور باسم ادريس الخوري.
وداعا صديقي وصديق الجميع، ابن الشعب الذي حفر له مجرى في الادب، كقصاص، وفي الصحافة التي امتهنها وعانى الكثير خلال ممارسته لها، حيث كانت الصحافة الحزبية تطحن من يشتغل بها، و كانت معانته اكبر خلال تجربته الصحفية في جريدة العلم، حيث طرد كما طردت بعده و ضاعت حقوقه كما ضاعت حقوقي بعده، لانه وكما حكى لي قدماء العلم كان ينتفض ضد الظلم والضغط كما كنت انتفض بعده لنفس السبب.
ابا ادريس كان يحترم من يستحق الاحترام و كانت له حاسة تمكنه من اكتشاف “المقلاع” من الصادق والنزيه بسرعة. عاش الحياة كما ارادها، وكما حلت له، يدفعه الى ذلك شغف داخلي بالحرية، و تشارك مع اصدقاء كثر نوع الحياة هذا، حياة تجمع بين الموقف والبحث عن افق مغاير وبين لحظات المرح والاستمتاع والدوخة التي تساهم في تفريغ شحنات والاستعداد لاخرى لاحقا.
اذكر اني اشتغلت على قصصه وقابليتها للتحويل الى سيناريوهات للسنيما، و اكتشفت ان عالمه القصصي تركيب لصور متعددة الاطارات لمجتمع تستنزف اناسه المعاناة و غالبا ما تجعل رؤوسهم مطاطاة بسبب احساس غائر كالجرح بالضعف، وحين قدمت ما انجزته بحضور المخرج المصري الكبير صلاح ابو سيف اثناء دورة تكوينية بفاس، في اطار جمعية الفن السابع، الح مخرج القضية 68 على الحصول على قصص الخوري وتساءل كيف لا تستفيد منه السنيما المغربية مثلما استفادت السنيما المصرية من نجيب محفوظ كسيناريست. واكد لي ان مايواجهه في التعامل مع القصص والروايات العربية هو كونها في الاغلب، وقتئذ، جوانية، تفتقر بالضبط لكثافة الصور.
تعازي لابنه يوسف ولباقي افراد اسرته.