في إطار الدراسة التي يشرف عليها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لتعزيز الوظيفة الثقافية بالمدرسة العمومية، باعتبارها مدخلا حيويا للنهوض بالمدرسة المغربية وتجويد أدائها، أشرف السيد عيدة بوكنين، مدير أكاديمية سوس ماسة بالنيابة، يوم الأربعاء 26 مارس الجاري، على إعطاء الانطلاقة للورشة الجهوية حول تعزيز الوظيفة الثقافية للمدرسة المغربية.
وتسعى هذه الورشة إلى خلق دينامية تشاركية بين مختلف الفاعلين التربويين والثقافيين، من خلال لقاءات تشاورية وتفاعلية مع مكونات المدرسة العمومية، إضافة إلى متخصصي مهن الثقافة وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ.
وتندرج هذه المبادرة في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز دور المدرسة في تكوين الناشئة ثقافيًا وفكريًا، وجعلها فضاء لإنتاج القيم والإبداع، انسجامًا مع الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة التعليمية والقانون الإطار 17-51.
تأتي هذه الورشة الجهوية كآلية تفاعلية ترتكز على الحوار المباشر بين مختلف الفاعليين التربويين من جهة والمشتغلين في التخصصات الثقافية (مثل السينما، المسرح، الفنون التشكيلية، الموسيقى، القصة والشعر والحكي…) وجمعيات آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، من خلال ورشة عمل امتدت خمسة ساعات بين هذه المكونات المهنية التربوية والثقافية بتأطير من الأستاذ عبد العزيز السيدي من فريق البحث والدراسة تحث اشراف د. عبد الله ساعف الخبير الأكاديمي الذي تعاقد مع المجلس الأعلى للقيام بالدراسة المتعلقة بتعزيز الوظيفة الثقافية للمدرسة المغربية ومواكبة عمل اللجنة الدائمة للخدمات الاجتماعية والثقافية وانفتاح مؤسسات التربية والتكوين على محيطها التي تشتغل بشكل مؤسساتي على هذا الموضوع الاستراتيجي، وذلك بهدف بلورة تصور مبدع يعطي للثقافة بعدا بنيويا داخل منظومة الوظائف الأساسية لمؤسسات التربية والتكوين، وتهييئ وثائق تأطيرية قابلة للتطبيق يمكن ترجمتها إلى إجراءات عملية تعزز من أدوار وتأثيرات الثقافة في بناء التعلمات وتجويد وظائف المدرسة العمومية؛ وإيجاد الصيغ والطرق الكفيلة بإدماج الأبعاد والمضامين
الثقافية في صلب المناهج والبرامج والوسائط الدراسية وإرساء مرتكزات المدرسة المغربية الجديدة الممكنة .
وأشارت المداخلة التأطيرية التي ألقاها الأستاذ عبد العزيز السيدي -باسم اللجنة المكلفة بإنجاز الدراسة البحثية – الى سياق إنجاز هذه الدراسة الذي يتميز بثلاثة رهانات أساسية:
تدقيق النظر في مختلف السبل والإجراءات الكفيلة بتعزيز الوظيفة الثقافية باعتبارها مدخلا حيويا يساهم في النهوض بالمدرسة المغربية وتجويد أدائها والرقي بها وتثمين المجهودات المبذولة من طرف مختلف الفاعلين المؤسساتيين سواء في الجوانب التدبيرية والبيداغوجية والديداكتيكية.
رهان تحديث المناهج والبرامج والوسائل وتجويد التعلمات في مختلف الأسلاك التعليمية عبر تقديم تصورات لتحفيز التطبيق الملائم لمختلف الرافعات والمقتضيات والتوصيات المتعلقة بالوظيفة الثقافية للمدرسة الوطنية الواردة في الرؤية الاستراتيجية (2030-2015) والقانون الإطار 17-51
التفكير الخلاق والرصين من خلال المدخل الوظيفي للثقافة كرهان حيوي ومستدام لإرساء مرتكزات المدرسة المغربية الجديدة وبدائلها الممكنة شكلا ومضمونا.
رهانات هذا السياق أفرزت إشكالية رئيسية لهذه الدراسة المتعلقة بالوظيفة الثقافية للمدرسة تتمثل هذه الإشكالية بالسؤال التالي:
كيف يمكن تقوية حضور الأبعاد الثقافية في المدرسة المغربية ليس فقط من خلال برامج أنشطة الحياة المدرسية في المؤسسات التعليمية وتعزيز صيغها المختلفة وشبكاتها، ولكن بالإساس من خلال الاشتغال على إدماج الثقافة في صلب المناهج والبرامج والوسائط التعليمية، والتكوينات المؤطرة للعملية التعليمية؟
للإجابة عن هذه الإشكالية تم اعتماد أربعة محاور أساسية تؤطر إنجاز مختلف الوثائق المرتبطة بهذه الدراسة:
المحور الأول: مرتكزات إدماج الثقافة في صلب المنهاج التعليمي والبرامج البيداغوجية والتكوينية.
المحور الثاني: تقوية حضور مضامين التراث الثقافي والحضاري والروحي المغربي في المقررات الدراسية.
المحور الثالث: ترسيخ الثوابت والقيم الثقافية الوطنية والتعددية الثقافية والانفتاح على الثقافات الكونية.
المحور الرابع: اعتماد الوسائط ذات الأبعاد الثقافية في الكتب المدرسية لمختلف المستويات التعليمية وفي صلب العمليات التعليمية التعلمية.
وبعد هذا العرض التأطيري للاستاذ عبد العزيز السيدي عضو فريق البحث والدراسة ، انتقل الحاضرون لتفكيك هذه المحاور وتحليل مضامينها والرهانات المرتبطة بها من خلال اعتماد عمل الورشات كآلية منهجية بين الفاعلين في قطاعي التربية الوطنية والمهنيين في المجالات والتخصصات الثقافية،
هذه الورشة الجهوية بأكادير، ركزت على الحوار المباشر بين مختلف الفاعليين التربويين والثقافيين وجمعيات آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، من خلال عمل امتد خمسة ساعات متتالية بين هذه المكونات المهنية التربوية والثقافية وامتد النقاش بخصوص النقاط المرتبطة بالمحاور الأربعة التي تؤطر إنجاز مخرجات هذه الدراسة من خلال الانكباب على تدارس أسئلة البطاقات وصياغة أجوبة انطلاقا من الأسئلة المطروحة وتقاسمها داخل الورشة وصياغة تقرير بشأنها.
واختُتمت الورشة بجملة من المقترحات تهدف تعزيز الوظيفة الثقافية للمدرسة المغربية، والإسهام في تحقيق المدرسة الجديدة ذات الأفق الإصلاحي رهانها تنزيل مرجعيات الإصلاح الراهنة وفي مقدمتها القانون الاطار 17-51.