هل تعتبر وزارة الصحة بعض المناطق القروية وشبه القروية جزءا من المغرب وتستحق الاهتمام بصحة المواطنين الذين يقيمون بها؟ هل تتاكد في حال بنائها لمستوصفات او مراكز من حضور الاطباء والممرضين بها حضورا فعليا وليس في الاوراق الادارية؟ وهل توفر لهم ادوات العمل والادوية الكافية وتتاكد من انها تعطى للمرضى؟ الا تتلاعب الادارة المركزية في التعيينات وتعرض جراء ذلك سكان هذه المناطق لنتائج التلاعبات؟ وهل وهل
وزارة الصحة وزارة فاسدة، وكل محاولات تحسين تدبيرها، مند اختيارها في تجربة التدبير الميزاني المرتكز على الاهداف سنة 2002، باءت بالفشل الدريع، لان هناك سيستيم له علاقة بالمال والاعمال والعائلات النافذة وغير ذلك يقاوم بشراسة و يفشل كل ما يمس مصالح خاصة وريع مكتسب.
مامعنى ان يكون هناك 1000طبيب تقريبا محال على الادارة، وضمنه عدد كبير من البروفيسورات، بينما هناك نقص في الاطباء الممارسين في اكثر من منطقة؟ مامعنى تكليف اطباء بالتسيير الاداري والمالي الذي لاتكوين لهم يؤهلهم لتوليه؟ مامعنى ان يتم نقل اطباء الى مناطق لاتوجد فيها حاجة ملحة اليهم وترك مكانهم فارغ في المنطقة التي نقلوا منها؟
كل شئ في وزارة الصحة يشير الى تداخل بين الخاص والعام وتحويل المستشفى العمومي لتصيد الزبناء لفائدة المصحات والمختبرات الخاصة وحتى العيادات الخاصة والبيع والشراء في المرضى الذين يمكن ان يؤدوا او يؤدى عنهم.
ثم ما دلالة هذه المستشفيات العمومية ذات التسيير الخاص التي تربك المنطق المعمول به عالميا في ميدان الصحة العمومية. هذه التجربة التي اطلقها بنعمر في عصبة القلب داخل مستشفى بن سينا بالرباط مستفيدا من نفوذه وقربه من الملك الراحل الحسن الثاني تجد اليوم تجسيدا لها في مستشفيات مولتها دولة خليجية .
يجب ان نكف عن الكذب على المغاربة، لاتوجد صحة عمومية بالمغرب، ووجودها في فترة الوباء هذه مؤقت، والوزارة هي سوق شبيه بالاسواق التي ستفتح في الايام القادمة بكل اوساخها ونصبها واحتيالها. الوزارة تستهلك الميزانيات فقط. السيستيم المسيطر هو المستفيد وليس المواطن. هذا هو المسكوت عنه ولبعض النقابات مسؤولية في تكريس ذلك بهذه الطريقة او تلك.
محمد نجيب كومينة / الرباط