إدريس المغلشي
بدا وزير التعليم العالي الأستاذ الميراوي متوثرا عدوانيا في قبة البرلمان وهو يرد على أسئلة المتدخلين بل تملكته سلطة التحدي وهو يهدد طلبة الطب بعدم الرضوخ لمطالبهم والتي ساقها من باب التشهير والاحتقار وكأني به يصب الزيت على النار.وفي هذه الأجواء المشحونة لابدمن الاشارة لسؤال بشكل واضح لأهميته كيف يمكن لوزير فشل في حوار مع طلبة إقناع الآخرين بصوابية قراراته ؟ يظهر جليا أننا أبتلينا بوزراء ومسؤولين تقنوقراط لايجيدون سوى افتعال الأزمات واحصاء الخسائر عوض تفاديها أو التقليل منها.كيف نتكلم عن الانجاز والحكامة والنجاعة،ونحن أمام خمسة أشهر من التوقف والهدر مرت دون نتيجة تذكر والتي تبين بالملموس ان الوزير حطم رقما قياسيا في العبث وسوء التدبير ولم يشذ عن قاعدة المجموعة في الحكومة بعدما سار على نهج زميله في التربية الوطنية الذي اهدر ثلاثة شهور من الزمن المدرسي. لم نسمع لاعن نتائجها ولاعن طرق علاجها و تدبير مخلفاتها ودون أن نجد تبريرا لهذا العبث.
مادمنا في سياق مناخ عام يطبعه التسيب والتفاهة والانحدار لابد من طرح سؤال كيف يستقيم هدر تدبير الزمن السياسي بنتائجه الكارثية في زمن حكومة تدعي دفاعها عن ملفات اجتماعية كالتعليم والصحة نموذجا ؟ لا اخفيكم حيرتي من تصريحات رسمية حكومية موغلة في التفاؤل وتقارير وطنية ودولية تكشف بشكل صادم حقيقة واقعنا التعليمي ومراتبنا المتدنية في ذيل الترتيب مع دول اقل منا في الامكانيات بل وتعيش حروبا وتدميرا .من عجائب وزارة التعليم العالي أن مسارها الاصلاحي منذ قدوم الوزير الذي اثار زوابع لم تهدأ بعد آثارها لحدود الساعة.فكثير من القرارات تتخذ دون توضيح ولاتعليل ويتم التخلي عنها بنفس المنهجية وهي امور تكشف نوعا من الفوضى وغياب رؤية واضحة واستراتيجية (الباشلور نموذجا وتقليص سنوات التدريب للطلبة الأطباء وغيرها) من القرارات التي تشبه الى حد بعيد فقاعات لاتصمد أمام واقع عنيد وتجعلنا غير مطمئنين على المستقبل .
تقف كثير من النتائج صادمة امام اطروحات السيد الوزير الذي عبر في احدى البرامج عن ميوله وعشقه (للشيخات ) كثراث وهذا من حقه لكن الذي ليس من حقه ان يوصي الشباب بتبني هذا الميول وهو الغارق في بحر التدني والتسيب والفوضى وسوء تقدير الأشياء.فلاكلام عن الرغبات والميولات قبل تمكين الطلبة من الأساسيات وتصحيح مسار التعلم ومؤشرات التحصيل والتي هي من مسؤولياتكم السيد الوزير. فعن اي نشاط تتكلمون ونحن نصطدم في كل ترتيب بحقيقة مرة مفادها ان جامعاتنا غير مؤهلة وبها نسب عالية من الهدر مخيفة قبل وبعد التخرج ولم نسمع بمبادرة لتشريح هذا الواقع وتلك الحقيقة.
كيف يمكن للاحتفال في سياق مؤشرات متدنية.كما لانفهم سياق انفتاح الحرم الجامعي على ظواهر فنية في أجواء مشحونة يطبعها التوثر . من حقنا التساؤل، ماهي الغاية والاهداف والرسائل مراد ايصالها من كل هذه الصور المستفزة والغير مفهومة ولا حتى البريئة؟يبدو اننا امام حالة من الارتباك والعشوائية.التي لن تصمد امامها افتعال حالات من البهرجة التي تخفي وراءها كثير من اعطابنا البنيوية.