يفترض في وسائل التواصل الاجتماعي ان تلعب دورا في تعريف الناس بعدد من القضايا لم تكن وسائل الاعلام التقليدية تغطيها الا ما ندر. خاصة ان سرعة التواصل التي تميزها تجعل منها اداة فعالة في نقل المعلومة ونشرها على أوسع نطاق وفي اللحظة ذاتها.
وإذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب فعلا هذا الدور في البلدان المتقدمة، فإنها تقوم بالعكس، في الأغلب الأعم، في بلداننا المتخلفة. حيث اصبحت اداة للدجل والكذب الصراح والافتراءات على الأشخاص وعلى المؤسسات على حد سواء الى درجة تحولت معها الى أدوات للتضليل والتعمية باسم الإثارة هنا وتحقيق السبق الاعلامي الزائف هناك
وقد شكلت الانتخابات التي عرفتها بلادنا في الرابع من الشهر الجاري على مستوى الجماعات والجهات مناسبة اسقط فيها القناع عن عدد من المواقع الالكترونية والأشخاص الذين لا يتورعون عن نشر الأكاذيب حول زعماء الأحزاب السياسية سواء منها المشاركة في الائتلاف الحكومي او تلك التي تمارس عملها في سياق معارض، .
وللأسف الشديد فهناك من يعتبر نشر الاخبار الكاذبة تعبيرا عن الرأي، وهناك من يرى في الافتراء على المؤسسات والأشخاص مجرد اثارة ولفت للانتباه، وكأننا عدنا الى زمن قانون الغاب حيث يحق كل شيء لكل من استطاع اليه سبيلا خارج كل أخلاق وموضوعية واحترام للإنسان بما هو كذلك.
حسن السوسي / لندن