إدريس بوطور
لكلمة “لا ” عدة وظائف في بناء اللغة العربية ، فهي تأتي للنفي والنهي ، وتعمل عمل الناسخ الفعلي “ليس” ، كما أنها تلحق ببعض الكلمات لتدل على الفقد او الانقطاع والتلاشي مثل ( لا سلكي -لا مادي- لا انساني …) . وقد تأتي أداة “لا ” حاملة لصيغة الدعاء وتسمى “لا الدعائية” سواء بالخير أو بالسوء وذلك بارتباطها بالفعل الماضي ، مثل (لا فض فوك – لا عدمناك – لا حملت رجلاك …) . ومن بين الأدعية المبنية على الأداة “لا ” هذا الدعاء ( سر فلا كبا بك الفرس ) ، والذي كان العرب قبل الاسلام يرفعونه للمسافر لحظة تأهبه وتوديعه لعشيرته وأهله . “سر فلا كبا بك الفرس ” دعاء يتمنى للمسافر أن ينطلق ويصل بسلام دون كبوة فرسه أوتعثره الذي قد يكون بلا نهوض . هذا الدعاء يمكن توظيفه في الوقت الراهن بنفس الغرض والدلالة رغم تغير وسائل السفر والنقل . فكبوة الفرس وتعثراته سابقا هي اليوم مجمل الأعطاب والحوادث التي تلحق استعمال الطريق ، كما أن “كبوة الفرس” يمكن توظيفها أبعد من ذلك بعدم حصرها في السفر والتنقل ،لتشمل سائر مناحي الحياة من تجارب ومشاريع واختبارات ، ويأتي هذا الدعاء لطلب القدرة الروحية على تجاوز سائر الكبوات والتعثرات . (سر فلا كبا بك الفرس ) دعاء له خاصية بلاغية متميزة ،حيث يمكن قراءته من اليسار الي اليمين وبنفس الدلالة والتركيب /