محمد خلوقي
القاعدة العرفية تقول انه لا يخاف من المحاسبة والمساءلة الا المخالف لشرع العدل والمساواة ،إما من باب العمد او عبث التقصير ، أما العادل المتأكد من صفاء النية، وعزم الامور، وتطبيق الفعل ،فانه لا يخاف من المساءلة ، ولا حتى من المواجهة .. فكيف للمرء ان يفر من مواجهة تُهم ٍهو منها براءٌ، وجوفه منها خواء ؟؟..
حين يتحرك الرأي العام نحو مساءلة المسؤولين عن تدبير او تبدير الشأن العام .. فلا يجب ان نتعامل مع الموقف بالتخوين والتهديد .. بل يجب استثمار الفعل كاشارة ايجابية لتطور الوعي عند المواطن العربي بانه اصبح اداة فعالة يساعد في – اطار حقه المشروع – اهل َالحل والعقد على تتبع مواطن الخلل ، والضرب من يد قانونية وشرعية على كل من سولت له نفسه استعباد الناس ،واستباحة مقدرات الوطن دون حساب وعقاب . فعين المواطن واحساسه وكلامه هي المرصد الحقيقي لمواطن القوة والضعف في الحكم والتسيير .. وهي البوصلة التى بها نحكم عن مدى التوجه السليم نحو السبيل المستقيم .
اما لغة التهديد والتخوين ونظرية المؤامرة فهي من اساليب (الحجاج الثقفي) في زمن من ازمنة ٍماضيةٍ ،حيث كان يزبد ويرعد ،ويتهم ويتوعد المواطنين ،ويصفهم باهل النفاق والشقاق ..لكن التاريخ وضع اسلوبه في مستنقعات نتنة ٍلا تُذكر ، وذهب هو وجنوده الي حيث هو الان ،مثقلُ بإرث من الظلم لن يخلصه منه الا روجوعه الى الحياة وإعادة المظالم الى اهلها ،لكن هيهات هيهات ،فلن يتحقق ذلك حتى يلج الجمل في سم ِّالخياط.
في حين ان القارئ ،والمتدبر للمنهج العُمري أوالحكم الراشد في ما مضى .. سيلمس ان المسؤول عن تسيير شؤون الامة ، كان قد حقق للمجتمع التوازن والعدالة والاستقرار والاشعاع .. لان الحاكم في زمن الفهم وتقدير المسؤولية كان قدوةً لا دميةً ، واختار اسلوب تدبير الحياة على رجال صدق وايمان وتجربة وعزم ،حتى عم َّالرخاء ارجاء المعمور ،واصبح يُنادى في الاسواق :
– هل من فقير فنعطيه؟ وهل من راغب في الزواج فنكفيه ؟ فتعذر وجود الطالب او الراغب ..
هذه حقائق سجلها التاريخ وليست من باب التأليف الخيالي ..
اذن المكان هو المكان .. والقوم من ذاك القوم .. والثروة هي الثروة في الوطن العربي مع تفاوتات نسبية .. لكن ما الذي تغير .. ؟ أهو المكان ..أم أهل المكان …؟؟
اترك عقولكم لاستخلاص الجواب .. وفتح اقفال هذا الباب ..