أفاد مصدر مطلع، وفاة شامة الزاز فنانة العيطة الجبلية شامة الزاز صباح الاثنين 4 نونبر الجاري، بمدينة تاونات مسقط رأسها بعد معاناة طويلة مع المرض.
وولدت شامة في بداية الستينات، في وسط متواضع جدا بدوار روف التابع لجماعة سيدي المخفي بتاونات، في قمة جبل يلفها جمال وخضرة. دخلت المسيد والتحقت بالمدرسة، لكنها غادرت الفصل مبكرا بعدما تعرضت لضرب مبرح من أحد المعلمين.
وعاشت شامة حياة قروية بسيطة، وتسهر على الاعتناء بابن لها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كانت هي وحيدة أسرتها من البنات، قبل أن يتوفى الوالدان ويتركان شامة في عهدة الزمن، لكن الوالدة أصرت في نهاية حياتها على وضع ابنتها في أحضان آمنة، ووافقت على زواجها من رجل مسن يدعى محمد جعل شامة زوجته الثانية.
ولأن الزوج كان يقارب الستين من العمر، فإن الزوجة الثانية كانت مدللته لأنها لم تكن حينها تتجاوز 14 ربيعا، ومعها أنجب ابنين، قبل أن يصاب بنوبة مرضية مزمنة أنهت حياته، لذا لم يتجاوز هذا القران أربع سنوات، حيث ترملت شامة وهي في سن 17 سنة.
وتجدر الإشارة إلى أن رائدة فن الطقطوقة الجبلية، ظلت تعيش وضعا اجتماعيا صعبا، وتكابد في سبيل الحصول على لقمة العيش، وكانت تقضي أيامها بعد مرضها على الإعانة والمساعدات التي تحصل عليها من بعض المحبين والمحسنين لحين لآخر.
و طالما نددت الفنانة الجبلية بما أسمته ” الإهمال الذي تعرضت له من طرف مسؤولي وزارة الثقافة بتازة، وهي الفنانة التي عرف صوتها الشجي في مل أرجاء الوطن، ويتذكرها المغاربة وهي تؤدي “العيوع” رفقة الفنان الراحل محمد العروسي.
وتدهورت الحالة الصحية في الأيام الأخيرة للفنانة الشعبية شامة الزاز صاحبة 60 شريطا، نغمة وكلاما، بعد معاناتها مع مرض انسداد في صمامات القلب، الأمر الذي يحتاج إلى عملية جراحية التي تتطلب مبلغا ماليا يصل إلى 140.000درهم .