كثر الحديث عن وفاة مصطفى العلوي رحمه الله، على كل حال، البعض وصفه بقيدوم الصحافة و القلم الحر و النزيه، صاحب عمود الحقيقة الضائعة.
لم يتحدث احد عن دوره الحقيقي كبوليسي و مخبر، ورائد صحافة التكييف النفسي التي تخصص فيها عبر جريدة أخبار الدنيا.
هل كان فعلا مصطفى العلوي رحمه الله قيدوم الصحافيين المغاربة أم كان مجرد خائن وبوق للاستعمار ثم بعد ذلك بوقا الجنرال الدموي اوفقير في حربه الدموية ضد سكان الريف وضد المغاربة في انتفاضة 23 مارس 1965.
بالعودة إلى أعداد المحرر والاتحاد الاشتراكي، يمكن الوقوف على “الحقيقة الضائعة” فعلا، و تصنيف العلوي ضمن لائحة الخونة التي صدرت في 1958، وهذه حقائق لا ترتفع.
العديد من التصريحات التي صدرت قبل خمسين سنة كان العلوي بالنسبة إليها مجرد عميل وخائن وبوق اعلامي صوتا وتحريرا للاستعمار الفرنسي والاسباني ثم بعد ذلك لآلة القمع المخزنية التي كان يقودها الجنرال اوفقير.
العديد لا يعرفون مصطفى العلوي غير مع تجربة “الأسبوع الصحفي”، ولا أحد لا يذكر تجربته ب راديو_ ماروك.
ومعلوم أن راديو ماروك كان بوقا للخطاب السياسي الإستعماري، ولم يكن يسمح لأي من المواطنين أو المتعاطفين معهم بالإِشتغال فيه… يقول الباحث في مجال التاريخ محمد القاجيري، في سياق حديثه عن الموقف السلبي لمجلة ” المشاهد ” الذي كان يديرها العلوي من انتفاضة الريف لعام 1958، والتي لم تكن تتوان في كيل “الأوصاف والنعوت القدحية، خلال فترة الإستعمار.
مصطفى العلوي، كان مدير تحرير في نفس الوقت لمجلة “المشاهد” المملوكة لمعمرة فرنسية، وكان يردد “الملك محمد بنعرفة نصره الله، كما كان يصف سكان الريف المنتفضين في جبال الريف بعدة أوصاف احتقارية مهنية ومشينة… كان يصف الريفيين ب” المعتدين”، “جهال”، و”منشقين”.
فمثلا يقول في أحد تقارير مجلة ” المشاهد” في عدد يناير 1959 إن ” هؤلاء الذين حملوا السلاح واعتصموا بالجبال وقاموا ببعض الاعتداءات أكثر من علة يتذرعون بها، فكلهم جهال قبل كل شيء، ولقد ضرب لهم من دعاهم إلى التمرد على النغمة التي تثيرهم وتجعلهم يسارعون إلى حمل السلاح”!!
وببقى خبر وفاة المناضل الاتحادي المهدي بن بركة اكبر دليل على عمالة العلوي للحنرال الخائن محمد أوفقير، الذي دبر للزعيم الاتحادي الوطني حادثة سير علي الطريق الربطة بيم البيضاء و المحمدية، كان يعتقد انه سيفارق الحياة على إثرها، حيث نشر العلوي خبر وفاة المهدي في حادثة سير في الوقت الذي نجا هذا الأخير بصعوبة بعد انقلاب سيارته، وهي الحادثة التي جعلت المهدي يغادر أرض الوطن، قبل أن تكاد له أيادي الغدر.
ربما هذه الحقيقة الضائعة التي ظل يتغنى بها الرجل مدة طويلة تقمص خلالها دور صحافة الرصيف بامتياز.
علما ان المعنى بالأمر اعتقل سنة 1963 في إطار ما سمي وقتئذ بالمؤامرة، و تم تعذيبه بشكل كبير، لكن بعد مغادرة السجن التحق بمدرسة أوفقير.