لماذا لا تشارك الجماهير الكادحة والمحرومة
في وقفات الجبهة الاجتماعية المغربية ؟؟
ع.الغني القباج
45 منظمة تقدمية سياسية ونقابية واجتماعية وحقوقية وحقوق المرأة والصحافة تشكل “الجبهة الاجتماعية المغربية”.
نادت الجبهة الاجتماعية المغربية دعوة لتنفيذ وقفات جماهيرية ضد غلاء المعيشة في 8 أبريل 2023 ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، في 46 مدينة.
لم تشارك الجماهير الشعبية الأكثر تضررا من سياسة النظام السياسي التي أطلقت يد البرجوازية الكمبرادورية و سماسرة عيش المواطنين والمواطنات للاغتناء من ارتفاع تكاليف المعيشة … فقط مناضلو ومناضلات أعضاء الجبهة كانوا حاضرين. ومدن كبيرة الدار البيضاء 3 ملايين ونصف نسمة، مراكش 900 ألف ونصف نسمة، الرباط- سلا 4 ملايين ونصف نسمة، فاس أكثر من مليون نسمة، طنجة 900 ألف ونصف نسمة .. مندن بين أكثر من 3 ملايين .. ومشاركة المواطنين والمواطنات لا تتجاوز بضع المئات في أحسن الحالات …
لماذا تتجاهل هذه الجماهير الكادحة والمحرومة هذه الدعوة ولا تشارك في وقفات هي من صميم مصلحتها ؟
هل وقفت الجبهة الاجتماعية المغربية” وقفة نقدية منذ تشكلها لتحليل أسباب عزوف الجماهير الكادحة والمحرومة عن المشاركة في نضال “الجبهة الاجتماعية المغربية” ..؟؟؟
بعض أسباب هذا الغياب متعددة:
– أخطاء وضعف تحليل ملموس سوسيو- سياسي- ثقافي لواقع جماهير الطبقات الكادحة والمحرومة ولطبيعة الصراع الطبقي في المغرب..
– ضعف وإهمال الممارسة الواعية المستمرة المرتبطة طبقيا وعضويا بالحياة الاجتماعية للجماهير الكادحة و المحرومة التي تعيش أوضاع التهميش السياسي وأوضاع اجتماعية مزرية كما يواجهها الحكام والحكومة باحتقار اجتماعي.
– لم تستوعب هذه المنظمات، وعيا وممارسة، أن تحرير الجماهير الشعبية يتم فقط من قبل هذه الجماهير نفسها إذا تملكت الوعي الطبقي وارتقت ممارستها إلى ممارسة تقدمية مستمرة.
– المسئولون عن “الجبهة الاجتماعية المغربية” لا يملكون برنامج وخط نضالي كفاحي للنزول كل يوم إلى واقع الجماهير الشعبية لتسليحها بوعي طبقي حتى تتمكن من تحرير نفسها بنفسها وتصبح الفاعل الرئيسي في نضال “الجبهة الاجتماعية المغربية” وفق خط تقدمي سياسي واجتماعي ومدني ومشاركة حقيقية منظمة في الصراع الطبقي.
– لا تتوفر “الجبهة الاجتماعية المغربية” منظماتها على برنامج الارتباط العضوي بالجماهير الكادحة والمحرومة (عمال وعاملات، فلاحين وفلاحات فقراء، أجراء وأجيرات كادحين، مواطنين ومواطنات الأحياء الشعبية الذين يشعرون التهميش والاحتقار يحتجون بشكل عفوي من أجل قطرة ماء، من أجل قطعة خبز، من أجل العمل، من أجل القليل من الكرامة.، الفئات المتوسطة التي تقاطع الانتخابات والسياسة التقدمية المنظمة ..
– عندما نحلل أهداف ورؤى وأولويات كل تنظيم من التنظيمات المُـشَكِـّلة لـ”الجبهة الاجتماعية المغربية” ورغم أرضية تشكلها .. نجدها متنافرة بين خصوصيات أهدافها وأسلوب وخط ممارستها، وبين مواقفها من الوضع السياسي والاجتماعي ، وحول تصورها لمجتمع ولنظام سياسي ديمقراطي تقدمي…
كتب الرفيق رحمان النوضة