عمر اربيب
تخليدا للذكرى 75 لإحياء اليوم العالمي لحقوق الانسان والمخصص هذه السنة من طرف القوى الداعمة للشعب الفلسطيني ، للتعبير عن المساندة والدعم اللامشروط للشعب الفلسطيني حتى تحقيق مطامحه في الاستقلال والحرية والدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس وضمان حق العودة.
وقفة اليوم بمراكش كانت مناسبة للتعبير عن دعم المقاومة في غزة العزة ، ورفض التطبيع والمطالبة بتجريمه وادانة جرائم الابادة والتطهير العرقي الممارسة من طرف الكيان الصهيوني النازي الإرهابي في حق الشعب الفلسطيني، والانتصار لقيم العدل والسلام والحرية والقيم الواردة في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان باعتبارها المشترك بين الشعوب والامم. هذه القيم التي تعمل الامبريالية والصهيونية على هدمها والدوس عليها .
كما كانت مناسبة للتذكير بالمشروع الصهيوني منذ زرعه في المنطقة العربية قبل 75 عاما ، هذا المشروع الذي يتكسر دوما على أعتاب المقاومة الفلسطينية وايمانها بعدالة قضيتها العادلة والمشروعة ، رغم التحالف الكبير للمركب العسكري والمالي والتكنولوجي ، هذا المركب الداعم للصهيونية لم يستطع بكل قوته هزم المقاومة الفلسطينية في في غزة الطبية رغم محدودية الجغرافيا والامكانيات والعدد السكاني.
لقد انتصرت المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني ويكفيها أنها صامدة في وجه اكبر تحالف، انتصرت بمجرد السعار الذي أصاب الصهاينة من تضامن الشعوب في العالم ، ومن بروز أصوات سياسية داخل مؤسسات الغرب داعمة لفلسطين.
الوقفة كانت أيضا مناسبة للوقوف على التحكم في الأمم المتحدة والذي وصل حد البلطجة داخل الجلسات والتصدي الفج والوقح للأمين العام للأمم المتحدة وقتل موظفي هذه المنظمة العاملين في غزة.
نعم هناك توجه لصهينة العالم عبر الدعاية ووسائل الإعلام لكن هناك وعي متنامي وعودة قوية للقضية الفلسطينية على مستوى الخريطة السياسية وذلك بفضل المقاومة وحمود الشعب الفلسطيني وتقديم تضحيات بآلاف الأطفال والنساء والمدنيين ، وبفضل تشبته بأرضه رقم جرائم الابادة والتطهير والدمار الشامل وسياسة الأرض المحروق.
10 دجنبر هذه السنة يبين أنه بعد 75 سنة لازالت الإنسانية بعيدة عن إقرار حقوق الإنسان في شموليتها، إن لم نقل هناك انهيار للعقل الأخلاقي الغربي المتبجح باعتباره مصدر الحقوق ، والخطير أن هذا الغرب يحارب بلاهوادة حرية الرأى والتعبير وكل احتجاج أو فعل مهما صغر داعم للشعب الفلسطيني، ويهدد بالمحاكمات بدعوى مناهضة السامية ، والخطير أن الآلة الإعلامية الغربية وكبريات وسائل الإعلام لا تروج سوى السردية الصهيونية وتبدع في ذلك بهدف صناعة رأي عام مشوه معادي للشعب الفلسطيني بل والقيم الإنسانية. وما يحز في النفس هو انسياق المطبعين وتماهيهم مع الدعاية الصهيونية متناسين أن الصهيونية سرطان ينتشر كلما وجد الأجواء والشروط المناسبة.
75 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحوالي 78 سنة على اعلان ميلاد الأمم المتحدة وانبعاث ميثاقها وللأسف هناك نكوص وتنكر لحقوق الإنسان وخاصة حقوق الشعوب المستضعفة في الحرية وتقرير المصير وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، وهناك طبعا الكيل بمكيالين وغياب العدل والانصاف ،والتوظيف السياسي المصلحي. من طرف الغرب للحقوق والحريات. وعدم إعمال المؤسسات الدولية ذات الصلة في الانتهاكات البارزة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني ، وأهمها محاكمة مجرمي الحرب وضد الانسانة ومقترفي جرائم الابادة والتطهير العرقي والتهجيرو….من الصهاينة.
فاعل حقوقي