جليل طليمات
بعد اعتقاله يوم 22 مايو 2020, بتهمة “الاعتداء الجنسي”على شاب , ورفض تمتيعه بالسراح المؤقت, أصدرت محكمة الاستئناف حكمها بالسجن خمس سنوات نافذة!! على الصحفي المتميز, رئيس تحرير جريدة” أخبار اليوم” سليمان الريسوني.
بين فترة الاعتقال الاحتياطي,وصدور هذا الحكم القضائي المؤلم ,شهدت الساحة الحقوقية المغربية حملة تضامن واسعة , عبرت فيها العديد من الفعاليات السياسية والنقابية والثقافية ,ورموز وطنية , عن تضامنها مع سليمان وإدانتها للتعسفات التي تعرض لها خلال اعتقاله ,مطالبة بضمان شروط محاكمة عادلة له في حالة سراح مؤقت..لكن عناد ” أصحاب الحال” قاد في النهاية إلى محاكمة تفتقد لأدنى شروط العدالة , كما تابع ذلك الرأي العام, والحقوقي منه خاصة , ما كان له ( العناد) أسوأ الأثر على صورة الوضعية الحقوقية للبلاد , هنا, وهناك..
لم يستسلم سليمان في وجه ذلك العناد غير المبرر, فواجهه بخوض “معركة الأمعاء الخاوية”, دفاعا عن الكرامة في وجه العسف, وعن الحق في ” قرينة البراءة” وفي محاكمة عادلة..الخ . وعلى الرغم من مناشدات ونداءات رفاقه وأصدقائه وأهله.., بوقف الإضراب والتشبث بما هو أهم وأقدس: الحق في الحياة ,بقي سليمان مصرا على مواصلته تعبيرا منه عن رفض ما لحقه من ظلم وعسف حركهما ما هو أبعد من تهمة جنائية لمشتكي ظل “شبحا” أمام الرأي العام . نعم, أخي سليمان, إن الإقتناع بأن محاكمتك ” جنائية خالصة” يلزمه منسوب عالي من الغباء, أو الحقد ..
ولأن حكم القضاء يبقى فاصلا ونافذا, اسمح لي أخي سليمان, و”صديقي الافتراضي”, ( رغم تواصلنا الجميل عن بعد في إطار التفاعل مع مقالاتنا المنشورة سواء في الفضاء الأزرق أوعلى صفحات جريدة ” أخبار اليوم”,لم يكتب لنا اللقاء معا بشكل مباشر), أن أناشدك بحل إضرابك عن الطعام الذي بلغ أياما قياسية في تاريخ إضرابات المعتقلين السياسيين في بلادنا .
استنهض أخي قواك من جديد, لتعلن للرأي العام في مرحلة استئناف الحكم عن حقيقة التهمة التي حوكمت بسببها خمس سنوات, بعد أن استعصى عليك ذلك بسبب وضعك الصحي, فالمعركة ما زالت متواصلة قضائيا وحقوقيا .
فكر صديقي في” ما بعد السجن” ,واحسب للغد المنظور الذي ستسترجع فيه حريتك , وسيكون فيه أهلك ورفاقك محتاجين إليك في أحسن وضع صحي ونفسي ممكن, وإلا ستفعل في نفسك ما أوصى به الحجاج الثقفي جلاديه في تعذيب معارضيه ” لا تطلقوهم إلا وفي أجسادهم مشغلة لهم إلى الأبد” ! فأوقف إضرابك اليوم قبل الغد استجابة وتفاعلا مع كل أحبائك والمتضامنين معك ..وهم الكثر ..