*عادل البوعمري
ولكي لا يكون كلامنا هذا كلاما مجانيا ونخرجه من دائرة الإدعاءات الفارغة والدعايات المسمومة التي سننتظرها بعد طرح هذه المقالة، والتي أبدع أصحابنا فيها بشتى الطرق والأساليب إبان فترة البلوكاج (ودعونا نسمي هذه الفترة بفترة الدعاية والتسميم..) – إضافة إلى يقيننا من عدم توبة هؤلاء كما كان محمد موقنا من عدم اسلام أبي لهب وامرأته – فلهذا ولهذا كله، نجد أنفسنا مجبرين على معالجة الأمر بشكل حازم وصريح، وجعله درسا وعبرة، بأن نبرهن على لا مبدئية هذا الوجه الطفولي من السياسة الإنتهازية بشكل سياسي ونظري، من أجل كشف الأهداف الحقيقية لهذا الخط السياسي أو ذاك، لهذه الفرقة أو الإتجاه الذي طالما رفع شعار المساهمة في توحيد قوى اليسار المغربي. ولكن، عن طريق انتهازيته على أرض الواقع، فهو قطعا يعبر عن شيء آخر، يعبر بالفعل عن الإتجاه النقيض.
إن تقديم البرهان عن طريق دراسة الممارسة دراسة علمية، أساس رئيسي في بناء وتقدم الحركة. وما سنتناوله سيدي القارئ في هذه المقالة، هو دراسة جدلية لهذه المرحلة الممتدة بالخصوص ما بين التحضير للمؤتمر الوطني الإندماجي إلى غاية انعقاد المجلس الوطني الأول يوم 23 مارس 2024.
إن العيب الرئيسي الذي يجعل جل الرفيقات والرفاق لا يستوعبون جيدا الأزمات المتتالية من داخل الحزب والشبيبة، يتجلى، فيما يخص دراسة الوقائع وحركية الأفراد وتفسيرها تفسيرا علميا، في انعدام كل تحليل علمي لهذه الوقائع والحركية وإعطاءها طابعا ذاتيا لهذا الفرد أو ذاك. ولكن الحقيقة، إن موقف الإنتهازيين في السياسة وخصوصا في حقل التنظيم قد تجلت أساسا في العراك الماراطوني في خضم الأربعة أشهر من البلوكاج : التشبث بالتوافقات وإرضاء الخواطر، الرغبة في تقاسم القطاعات بمنطق “أش جاني وأش جاك”، التشبث بالكتابة الوطنية علاقة بالوعود التحتية المسبقة، التحول من التوافقات إلى الضغط، الإستقلالية التنظيمية على الورق وطلب تدخل المكتب السياسي عمليا، إعلان حرب الدعاية المسمومة على جميع الأطراف المتنازعة على القيادة، السلاح التاريخي للإنتهازية، عوض طرح مشروع شبيبي للإقناع والإقتناع والرقي بالصراع، العداء للقواعد وفصل النقاش الفوقي عن القاعدة وتغييب المعلومة، النزوع إلى الذهنية الحمقاء المتعالية للمثقف البرجوازي الصغير، ذهنية التشبث بتلابيب القمة دون المخاطرة بالرجوع خطوات إلى الوراء، الإعتماد على نوعية معينة من العناصر الوسطى المتذبذبة كتعبير طبقي عن واقع أصحابنا الطبقي المتفسخ، الفشل في حسم المعركة، العودة إلى الدعوة إلى التشبث بالتوافقات، وأخيرا، الإنهيار التام.
*نائب الكاتب العام لشبيبة اليسار الديمقراطي