إدريس الأندلسي
كثيرة هي الأحكام الصادرة عن الفيفا أو عن المحكمة الرياضة الدولية ( الطاس) و التي تدفع فرقا مغربية إلى دفع مبالغ كبيرة للاعبين من الداخل و الخارج و لمدربين من الداخل و الخارج أيضا. ولعل فريقي الرجاء و الوداد البيضاويين أكثر الفرق التي لا تتقن فن التعاقد و تدفع من جراء تدبير العقود مئات الملايين. و اليوم يطرح الرأي العام قضية تعويض كبير مفترض إذا ما قامت جامعة الكرة بفسخ الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش. وصل الأمر إلى الحكومة و البرلمان و قيل “على لسان الوزير رئيس الجامعة ” أنه لا وجود لشرط جزائي في حالة قرار من الجامعة لفسخ عقد مدرب أصبح الكثير من المغاربة لا يطيقون رؤيته في المكان المخصص للمدربين خلال مباريات فريقهم الوطني.
جميع المتخصصين الذين فرحوا كجميع المغاربة بتأهل فريقهم الوطني إلى كأس العالم يعرفون أن برمجة جل المباريات بالمغرب كان له أثر كبير في تتويج الفريق على رأس مجموعته. و كلهم يعرفون أيضا أن هذا التتويج غير مطمئن و أن ما حصل خلال كأس القارة الأفريقية كان خيبة في قدرة فريق على التنافس من أجل كأس أفريقية ثانية بعد تلك التي تم الحصول عليها في أديس أبابا بفضل هدف اللاعب “بابا ” النجم السابق للدفاع الحسني الجديدي. و هو هدف التعادل ضد غينيا.
لا أحدا يعرف إذا كانت القدرة لجامعتنا لحل لغز المدرب الوطني الذي يمتلك قدرة غريبة على الاستفزاز. قد يكون رجلا طيبا و لكن نتائجه و لو كانت في مجملها إيجابية، إلا انها دون الانتظارات و لعب المنتخب يحتاج إلى الكثير من الانسجام. صحيح أننا انتصرنا خلال المباراتين الأخيرين ضد فريقين متواضعين و بصعوبة، لكننا انهزمنا أمام فريق لا ينتمي لمجموعة الفرق الكبيرة. خلال كافة المباريات شعرنا بغياب لمسة المدرب و غياب تواصل الجامعة مع انتظارات الجماهير العاشقة لفريقها الوطني الغني بنجومه و الغارق في مستنقع خلافات المدرب مع نجوم يحبها الجمهور.
قد تكون الجامعة أكثر دراية بالفعل الكروي، لكنها تتعامل مع الموضوع بكثير من الغياب. بالأمس تم الطلاق مع بادو الزاكي و مع رونار المحبان للمغرب و اليوم يظهر أن خليل البوسني صاحب “السوابق الرياضة ” يستعصي أمره عن ولاة الجامعة. كعاشق لفريقي الوطني ،أتمنى أن لا يؤدي تعنت خليل و تذبذب موقف الجامعة إلى نتائج على شاكلة ما جرى خلال ودية الولايات المتحدة. آنذاك، و هذا ما لا نتمناه ، سيمر الرأي العام إلى المطالبة برحيل الجامعة و المدرب . الأمر فيه ما فيه من الآثار ذات الرموز و الآثار النفسية على المغاربة الذين يريدون أن يفرحهم فريقهم الوطني. فلنتذكر خروج الجماهير بعد إنتصار الفريق الوطني البرتغالي سنة 1986 و مرورهم إلى الدور الثاني. نتمنى أن يصنع فريقنا نفس الإنجاز في قطر في انصهار كبير بين المرحوم المهدي فاريا و فريق أغلبه من البطولة الوطنية و إدارة جامعية لا يتذكرها الجميع. كرة القدم تدخل الفرق للتاريخ بالنتائج و ليس بالهزائم . و هكذا تسكن هذه المجنونة المستديرة قلوب عشاقها .