مع بداية السنة الجديدة تم استعراض آليات و لوجستيك الشركة التي فازت بصفقة تدبير النظافة بمراكش مع انتظارات كثيرة من أجل مدينة نظيفة وجبر ما تعانيه بين الفينة و الاخرى بيئيا ،
و في نقطة سابقة تحسب للمجلس الجماعي مراكش تم سلفا اشراك المجتمع المدني في تقديم مقترحات صياغة مسودة دفتر تحملات قطاع النظافة كل مقاطعة على حدة . و هو امر وقفنا له احتراما وتقديرا تثمينا لديموقراطية تشاركية طالما نادينا بها وناضلنا من أجلها فما لقيصر لقيصر ، لكن طريقة العرض و التشاور كانت جد مخيبة وسخيفة و خرجت عن جادتها و كذا محاورها بل تجاوزت ذلك لتصل لتلاسن و تراشق للتهم بين الاطراف ، فدعوة الجميع ؛ المتخصص و غير المتخصص في إطار قولوا العام زين كان هدرا للوقت و الجهد و بالاحرى كما همس البعض جري و ركض أمام الخيول البرية ، فأين هي الجمعيات البيئية وأين هم أساتذة القانون و الجيولوجيا و الحياة والارض و الباحثين في ذلك ؟؟ أين هم المهتمون بالحقل البيئي ؟؟ ام ان جمعيات تحت الطلب تفي بالغرض ….طبالة و نفارة و فلكلور يؤثث الفضاء و يضفي مشروعية سيئة ؟
أؤكد ان التشاور و الاشراك أمر جميل جدا واعيدها انها نقطة تحسب لمدبري المجلس و مسؤوليه لكن يجب ان نعي جيدا ان كل استثمار او تدخل يجانب الرأسمال البشري (المواطن ) في اطار منظومة قيم ، سيكون عملا أخرقا بدون نتيجة و حرثا في الماء و ضربا من الارتجال وضياعا للجهد و للمقدرات. لأن تدبير النظافة عملية و سيرورة يتفاعل فيها اربعة متداخلين تبدأ بالمواطن فالمدبر او المسؤول فالقانون المنظم، واخيرا تنتهي بالمواطن كمنتج للازبال و مراقب و مقيم و محاسب للعملية .
باطلالة بسيطة نجد ان ميزانية النظافة السابقة ، انقسمت لقسمين رئيسين : _ الاول يهم النقل و التجميع يفوق العشرون مليارا و اكثر من 6 ملايير للتخزين و مصاريف المطرح بالمنابهة( حيث يلتهم قطاع النظافة اكثر من ربع ميزانية الجماعة ، و هو امر يجب اعادة النظر فيه و لا يستقيم .) فيما تغيب ميزانية خاصة بالتوعية و الاستثمار بالمواطن و(مصدر الازبال) بطرق حديثة واعية ذات مرودية، بالانفتاح على اهل التخصص و الدراية في الاشهار و التواصل ….و غيره ، باستهداف الاطفال و تلاميذ المدارس و التجمعات السكنية و العمال و الموظفون بأماكن العمل و وسائط التواصل الاجتماعي و الاتصال السمعي و البصري واغراقها حتى الاشباع بهذا التوجه الهادف لنظافة الحي و المدينة والوطن ….هي امور اسألوا كوكا كولا عنها وكيف رسخت في اذهان الناس وفي لا وعيهم أن المشروب الغازي اضحى بلاوعينا مرادفا لمشروب كوكا كولا بالتكرار و الاعادة والاستمالة . فالبلاغة الإشهارية لها دور رئيس في خلق تشويش وبلبلة و فضول داخلي لدى المتلقى يمكنها ان تكون معينا ودعامة من أجل توجيه المواطن للاهتمام بنظافة الحي و المدينة ترشيدا لهكذا نفقات . سنخلق بذلك مجتمعا واعيا بأهمية البيئة و العمل على تشجيع المباردات الجمعوية او الفردية التي تنشد نفس المسار بالدعم المادي و اللوجيستي و بامتيازات ضريبية تهم المقاولات التي تسير في هكذا فلك مع الانفتاح على المؤسسات التعليمية و الكليات و المؤسسات العموميةو الخاصة و الرفع من شأن مهمة عامل النظافة و تغيير الصورة النمطية و التمثل السلبي السائد لدى الناس ولم لا الدعوة لأسبوع و ايام من كل سنة من أجل مدينة نظيفة يتجند فيها الكل و ينزل للميدان بدأ من المسؤولين في اعلى الهرم في تلاحم مع المواطنين و اطفالهم بجمع الازبال و ترسيخ ثقافة الحي و المدينة النظيفة ونرى ميدانيا المسؤولين الكبار من ولاة و عمدات بلباس رجال النظافة في هذا اليوم تقديرا و احتراما لدور هذه الشريحة المهمة وتكريمها ماديا ومعنويا .
و الحث على بدأ عملية فرز النفايات من البيت في افق خلق ثروة ستعود بالنفع على الجماعة و ترشد نفقات القطاع و تقطع نزيف غول المصاريف الكبيرة .
ثم تفعيل النصوص القانونية الزجرية و كذا دور الشرطة البيئية و دورها المواطن في الحفاظ على المظهر العام وتحرير مخالفات في حق الخارجين على قانون النظافة و البيئة ، ختاما ، ميزانية تساوي صفر درهم في الاستثمار البشري من أجل قيم مواطنة تهم البيئة و النظافة ستنتج مجتمعا يفسد في الارض ولا يصلح و ملؤ لقربة مثقوبة لن تملؤ ولو الى يوم الدين .
ذ. الحسين العطشان