محمد نجيب كومينة
يبدو ان من يحكمون في الجزائر صاروا مدمنين على الكذب الى حد انهم صاروا لايخجلون من ترديد اي كذبة ولا يهمهم ان يستهزا منهم العالم، لان ما يهمهم هو ان يصدقهم بعض المصطولين في الجزائر . والظاهر ان تبون يرغب في ان يتفوق على غيره في الكذب مادام قد اقتنع بان احسن طريقة للتواصل مع شعبه هي اطلاق السلوكية.
تبون كذب اكثر مما تنفس اثناء لقائه المبرمج مع من يسمون صحفيين كذبا وبهتانا مؤخرا، و لعل الكذبة التي ستضحك العالم قبل المواطنين الجزائريين هو قوله ان محطات تحلية مياه البحر التي ستنجز بالجزائر سوف تمكن من انتاج مليار واربعمائة مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، اي اكثر بكثير مما تنتجه مئات محطات التحلية المنتشرة في العالم اجمع، اذ يقل انتاجها مجتمعة عن مليار متر مكعب يوميا. هكذا يقنع تبون نفسه ربما و يقنع المقرقبين الذين يثقون به انه رئيس قوة عظمى، قوة ضاربة (وفي الحقيقة ضاربها الله مادام على راسها مضروبون في راسهم).
و قد يساور البعض الاعتقاد بان الرجل لايجيد التعامل مع الارقام، او حتى ان بلية الكذب شخصية، لكن كل الارقام الجزائرية الرسمية، بما فيها التي ساقها تبون من قبل، تؤكد ان البلية مؤسسية تشمل كل مرافق دولة. اذ سارعت الدولة الجزائرية، وعلى راسها رئيسها، الى اصدار عدد من المعطيات والاحصائيات التي ابتغت اقناع مجموعة البريكس انها تتوفر على شروط الالتحاق بها، حيث قربت الناتج الداخلي الخام الجزائري بين عشية وضحاها من 200 مليار دولار، و رفعت صادراتها خارج المحروقات قرابة من قرابة مليار دولار الى مايناهز ثمانية ملايير دولار في رمشة عين …الخ، و نسيت دولة الكذب والكذب والكذب ان دول البريكس لها من المصادر و الوسائل والمراجع ما يمكنها من التوفر على المعطيات الحقيقية للاقتصاد الجزائري، بل وان تلك المعطيات باتت متاحة حتى للمواطن الجزائري الراغب في معرفة الحقيقة مادامت توفرها مجموعة من المؤسسات الدولية والاقليمية والقارية وانه لم يعد ممكنا اخفاؤها او التشويش عليها بالكذب.
دولة جعلت من الكذب نهجا، و جعلت رئيسها يبرز كاكبر كذاب، هي بالتاكيد دولة تؤكد للجميع ان دولة فاشلة تحاول اخفاء حقيقة فشلها وراء الكذب المكشوف للجميع. هكذا دولة يستحيل ليس فقط الوثوق بها، او اخدها ماخذ الجد، بل يستحيل التعامل معها او البحث عن حلول لاي مشكل قائم معها. المريض بالكذب مريض ومرضه عضال.