گد لخبيز گد لعنيبات

إدريس بوطور 

مع ثلاث نقط على الكافين. الكلام المكتوب بين قوسين هو قول سائر يتردد لدى قبيلة الشياظمة عبر الحياة اليومية الاقتصادية والاجتماعية المعيشة . وقبل تحليل هذا القول بوضعيتيه الحقيقية والمجازية لا بد من إشارة توضيحية لبعض العناصر المحيطة به ** أول ما يلاحظه القارئ اشتمال القول على صيغة التصغير للخبز “لخبيز” و كذا للعنب “لعنيبات ” وهذا ليس بغريب على الشياظمة فكل شيء في هذه القبيلة يتم تصغيره حتى الأراضي الفلاحية ليست ملكيات كبيرة المساحة بل قطعا صغيرة ، وكل قطعة تتخللها بعض الأشجار المثمرة كالتين والزيتون واللوز والجوز بالإضافة إلى الحبوب والقطاني كممارسة زراعية تناوبية ** تعامل الشياظمة مع التصغير ليس بصيغته القدحية والتحقيرية ، بل هو نابع عن تفاؤلهم بالحياة ورضاهم وقناعتهم بما توفر إليهم الطبيعة من إمكانات تساعدهم على العيش الكريم ** تعرف منطقة الشياظمة بإنتاج العنب وهو من النوع البلدي المرتفع الحلاوة ، يعطي محصوله في بداية الصيف حيث تنشط الأشغال في الحقول . ومن الوجبات المغذية التي يتناولها الفلاحون في الأيام العادية بين الفينة والاخرى ” الخبز والعنب ” ، حيث يكتفى بها كوجبة غذاء طيلة اليوم ** من يتناول هذه الوجبة ينبغي أن يحرص على التوازن في استهلاك العنب حتى لا يتم نفاده قبل أن تنفد كمية الخبز المتوفرة ، والتي اذا ما بقي منها قسط معين دون عنب يجد المتناول بعد ذلك صعوبة في أكل الخبز حافيا ** هذا هو واقع هذا القول الشيظمي السائر موضوع التدوينة، أما ما يقصد به مجازا فهو حسن التدبير والتسيير ، وعدم الإسراف والتبذير ، وترشيد النفقات حسب الإمكانات المتاحة لتحقيق التوازن والاستمرار في المسير دون اضطراب أو خلخلة قد تؤدي إلى الخسارة والإفلاس ** ( كد لخبيز كد لعنيبات ) مع ثلاث نقط على الكافين ، قول شيظمي سائر ينطبق كذلك على سائر المجالات الاقتصادية والمنجزات والدراسات والمشاريع انطلاقا من البيت والأسرة كأصغر مؤسسة اجتماعية إلى الدولة ومؤسساتها . لذا ينبغي كي يعيش الإنسان في وضعية مريحة وباعثة على الاطمئنان تخطيط وتدبير أمور الحياة حسب ما يتاح من الامكانات حتى يكون ( كد لخبيز كد لعنيبات) .