إدريس المغلشي
لاتعتقدوا أنها عنوانا لحملة كما قد يتوهم البعض والتي انقضت بعد مدة ليست باليسيرة ،فجرفت معها ماعلق في ذهن الجميع من مفردات.ولا كشعار حيث وزعت أماني وأحلام على انتظارات حالمة لازالت قابعة تنتظر الذي يأتي وقد لايأتي .انتهت كل المواجهات التي ظهرت وهي تتخلى عن كل مقومات النقاش الفكري المؤطر للمواطن. مدة زمنية جرت الأعراف انهاتمنح كفسحةوكفرصة للحكومة الجديدة سأتغاضى عن كل ماواكب هذه الحملة وما افرزته فكثير من الأحداث شكلت ارضية نتفق او نختلف حولها خلصت على ان المواطن عاقب الحزب الحاكم باعتباره المسؤول والذي عاكس في كثيرمن الأحيان انتظارات الشارع سنكون مضطرين لطي الصفحةالتي اصبحت من الماضي . الانتخابات بعلاتها صادق عليها الجميع وما أفرزت في المجمل يثير تخوف كبير، هل فعلا تمتلك مقومات وفرص النجاح؟سؤال يحيلنا على معطى أساسي أن هذه الصورة والتي تم إخراجها منذ 2009 في سيناريو أول أفشلته ثورة 20 فبراير وتمت اعادة صياغته في نسخة ثانية تحت عنوان اكبر “مجموعة الثمانية”التي فشلت هي الأخرى ليعاد إخراجها في صورة جديدة ومريحة قادت الأحزاب التي كانت تنتظر دورها إلى سدة الحكم.
ثلاثة أشهر وعشرا تلك أيام كاملة وكأننا نحصي العدة . مدة قد نحسبها شهر عسل بعدما اختلط زواج المال بالسلطة وأضيف إليه شهود من حزب يقال عنه عتيد . طبخة بلاطعم ولامذاق حظها العاثر أنها جاءت ومعها الساحة مشحونة بفعل فاعل أراد أن يعاقب الشعب على انتخابات رافقتها أعمال مشينة تحكي عن تراجع يأبى أن يجعلها لبنة في بناء ديمقراطي يؤسس للمستقبل ، لا ثقة في الشعارات المرفوعة فالساسة بكل وقاحة كشروا عن انيابهم مدافعين عن مصالحهم الشخصية تاركين الشعب لوحده في مواجهة متاعب حياة لاتنته. في كل محطة نثوق لتشكل قطيعة مع الماضي فتتجدد المعاناة ونصاب الإحباط .
100 يوم بقدر ما تعطي للمدبر السياسي فرصة لإبراز ملامح مشروعه بنفس القدر، توضح لنا الإرهاصات الأولى لما تم التبشير به أن الوضع مقلق والإنطلاقة مخيبة للآمال .وقد نتفهم شروط الإنطلاق في العمل وظروفه وتحدياته لكن يبدو أننا أمام إشكالية عميقة لابداية لها ولانهاية . لغم سيصيب شظاه الكل.اشتدت حيرتي حول سؤال يؤرقني من أجل قياس الزمن السياسي وماأصابه من هدرخارج منطوق العدوالحسم . من اين نبدأ وإلى أين ينتهي ؟
هذه الزيادات الصاروخية التي استهدفت القدرة الشرائية للمواطن. جاءت في بياض عم البلاد وفي غياب تام لمن يطرح الإشكال على طاولة النقاش لم نجد من يعلل القرار وماهي دواعيه. المواد الأساسية الهبوا أسعارها فوق المعتاد والدخول المدرسي أربك حسابات الأسر ولا أحد يتواصل معنا ليخبرنا كمواطنين ماسر هذه القفزة الخارجة عن المنطق والضوابط الأخلاقية والتي أفقدتنا الإستقرار؟ .ليس غريبا بل اعتاد المغاربة على مثل هذا السلوك فكل القرارات المكلفة والمفاجئة تقع في زمن بياض انتقالي.بين مرحلتين نعتقد أنهما متباينتين لكنهما في العمق تواطأتا على الكادحين .
100 يوم ليس شعارا مشابها ل 100 مدينة كما رفعها الحزب المعلوم ذات يوم .بل هو زمن محدد من العمر السياسي لكل حكومة بدأت بالإشتغال . ويبدو من المعلومات الأولى انها لحد كتابة هذه السطور لم تقلع من محطتها نحو التدبير لنبدأ معها العد . ومع تصريح رئيس الحكومة بالأمس سنناقش مضامينه بكل موضوعية ، حتى نستطيع فهم بعض ممايجري في الساحة .
(يتبع )
ذ ادريس المغلشي .