آخر الأخبار

الملحمة الوطنية : معركة أنوال

محمد نجيب كومينة 

مند 100 سنة بالتمام والكمال استطاع محمد بن عبدالكريم الخطابي هزم الاسبان بقوة العزيمة والاصرار على الدفاع عن الوطن. كانت معركة انوال ملحمة وطنية الى جانب ملاحم اخرى كتبها المغاربة في مواجهة القوى الاستعمارية المتكالبة عليه استمرت من ثورة الشيخ ماء العينين ثم ابنه احمد الهيبة الذلذين وصلا بجيشهم الى تادلة، وهزم في سيدي بوعثمان (30 كلم شمال مراكش) الى حدود 1934 عندما تمكنت قوات الاحتلال من هزم اخر معاقل المقاومة بتافيلالت، حيث واجهت مقاومة شرسة ورجولية لقبائل تافيلالت وايت عطا وايت ازدك و ايت شغروشن وغيرها مجتمعة.

محمد بن عبد الكريم الخطابي قاوم الاسبن الى 1925 ولم ينل منه تحالف المارشال ليوطي معهم، فكانت نهاية ليوطي، حيث بعثت فرنسا بالجنيرال بيتان لقيادة الحرب الفرنسية الاسبانية ضد جيش بن عبدالكريم وتم استعمال الغازات السامة لاول مرة في التاريخ ضده.

في النهاية، الحماية لم تستمر فعليا في المغرب ككل، اذا انطلقنا من حرب تافيلالت، غير 22سنة، اقصر فترة استعمار في التاريخ، وغير خاف ان الحركة الوطنية المدينية قد خلفت مقاومة القبائل بسرعة و حرصت، بتحالف مع القصر، على عدم تجاوز بنود الحماية التي لا تلغي سيادة الدولة المغربية، والتجاوزات الكبرى التي مالت الى فرض سياسة الاستعمار المباشر حدثتت بعد الحرب العالمية الثانية وتعيين الجنيرال جوان، الذي صار هو ايضا ماريشالا و صاحب كرسي عسكري في كوليج دو فرانس، و خلفه غيوم الذي نفذ ماكان يرغب فيه جوان، اي خلع المرحوم محمد الخامس الذي رفض سياسة الاستعمار المباشر.

محمد بن عبدالكريم الخطابي صار بعد تهريبه من طرف الوطنيين من السفينة التي كانت متجهة به من جزيرة لاريونيون الى فرنسا لدى عبورها قناة السويس، صار رمزا مغربيا ومغاربيا ورئيسا لمكتب المغرب العربي بالقاهرة، وهو المكتب الذي ضم علال الفاسي والحبيب بورقيبة والحسين ايت احمد…

المغرب تاريخيا قاوم حملات الاستعمار عبر قرون وطرد البرتغاليين وهزم الاسبانيين وكذلك العثمانيين وطرد الانجليز، و لذلك بقيت فيه الدولة قائمة على مدى قرون، وبالاخص مند الفترة المرابطية، و انطبعت هويته بهذا التاريخ الى اليوم.