مراكش الف حكاية حكاية لعبد الله العلوي

اللغة المعكوسة تتداول في الساحة لغات ولهجات عديدة ، سـواء مـن طـرف فـنـاني الحلقة أو الـزوار ، لكـن أهـل السـاحة استعملوا لغة خاصة ، لم تستمر طويلا . يرجع البعض نشأة هذه اللغة -التي سنتكلم عنها- إلى إحدى الحلقات التي كان ينشطها شخص يدعى ” عبـد القـادر ” ، ويـرى البعض أنهـا خـرجـت مـن السـوق الجديد ، أو ارتبطت بالنشالين في الساحة ، وتطورت ثم توقفت فيما بعد ولم يعد أحد يتحدث بها . هذه اللغة تعتمد اللسان الدارج ، وتبنى على عكس الكلمة أو الجملة ، فمثلا يقول النشال للأخـر : ” بلقـو ” ويعنـي ” قلبـو ” أي فتشـه ، أو يقـول أحدهم : ” عقربتني عـضـة ” أي لذغتني ” عـضـتني ” عـقـرب أو ” تعلم الجهـل أفـضـل مـن الأشياء ” ، أي تعلم الأشياء أفـضـل مـن الجهل ، أو اللي ” شـاف الله يستر يـقـول شي حاجة ” ، أي ” اللي شاف شي حاجـة يقـول الله يستر ” < من رأى عيبا فليقل اللهم استر > ، أو ” أنا في المغرب والزنقة كتـدوي علي ” ، أي أنا في الزقاق وأذان المغرب يرفع . وقـد اسـتمرت هذه اللغة التي سميت : القلبـة المهدورة ، أي ( الهـدرة المقلوبة / الكلام المقلـوب ) فـفـي الدارجة المغربية يسمى الكلام ب ” الهدرة ” . وكان الهدف منها أن لايفهم الغريب الكلام عندما يجلس عناصـر مـن السـاحة يتحدثون إلى بعضهم ، وقـد يتحـدثـون عـن الشخص الجالس قربهم ، لكنه لا يستوعب حديثهم لأنه كلام بالمقلوب !! ؛