يوسف الطالبي
تداولت وسائل الإعلام التقرير الذي أصدرته مجلة تايم ٱوت البريطانية والذي وضع مراكش في المرتبة السابعة بين الوجهات السياحية العالمية، وترفق هذه المواقع الخبر بصور من مراكش تبرز التقدم المنجز، من بين تلك الصور الباب الكبير بمحطة القطار بضخامته ونقوشه، شيء فعلا يثير الاعجاب، “يقرقش” العينين كما يفيد التعبير الدارج، وفي حقيقة الأمر فإنما هو كمن يضع أضواء كاشفة وهاجة موجهة جهة الناظر بحيث تمنعه من الرؤية الدقيقة الكاشفة للحقيقة.
عند تكبيرنا (زوووم) للصورة نجد عونا للأمن الخاص يؤثتها، رجل في أوجه مرحلة الإنتاج من عمره، يقضي إثني عشر ساعة واقفا هناك، لا يحظى باي حق من الحقوق الشغلية، لا حدا أدنى للأجور، ولا تعويضا عن الساعات الاضافية، ولا تصريحا لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ،ولا حقا في التنظيم النقابي، مما يجعله خارج كل شكل من أشكال الحماية الاجتماعية. مراكش كما البلاد كلها، تحمل في طياتها مراكشات وبلدانا مختلفة، تسير بسرعات مختلفة، مراكش المحظوظين والأثرياء والمفسدين والمتريعين من جهة، ومراكش الكادحين البؤساء المهمشين، ورغم وحدة المكان والزمان فإن الحدود سميكة عالية، تسمح للطرف الأول بالتصرف في الطرف الأول باسغلاله واستعباده وسرقة قوة عمله، في حين لم ولن يسمح للطرف الثاني باجتياز الحدود إلى الضفة الأخرى إلا كعبد، وفي أحسن الأحوال كعبد ذي حظوة، يستطيع اليوم الشباب ركوب البحر كيفما اتفق والسفر إلى قارات أخرى بعيدة ، لكن لا حظ له في العبور الى مراكش الأخرى.
النماء الذي لا يتوزع بعدل و لا يطال نصيب منه الجميع، ما هو الا عملية نصب وسرقة. وجب رفع معاول هدمه، الٱن هنا كخطوة أولى لتعويضه بما يحقق العدل والمساواة ويشعر الجميع أن له مكانا في حضن الوطن.