نور الدين ب
منذ الاعلان عن قرار المغرب الغاء الدورة الثانية من قمة النقب بالمغرب، وهو اقل ما كان يجب ان يقدم عليه المغرب ردا على عدوان الكيان الاستيطاني على الشعب الفلسطيني، و على خطة حكومة اليمين المتطرف التي وافقت على بناء 5400 مستوطنة بالضفة الغربية استعدادا لضمن جزء كبيرا منها، انقلبت لهجة المسؤولين وصحافة الكيان، اذ بعدما كانت تعتبر العلاقات وصلت لمستويات عليا من خلال الاتفاقيات وزيارات مسؤولي الكيان للمغرب، حيث سنجد ان عدد زيارات وزراء وقادة حرب الكيان الاستيطاني للمغرب وحده في فترة محددة، تعادل ما قاموا به عبر العالم اجمع، في حين أن العديد من الدول الغت او قلصت برنامج الزيارات ( وسنفصل في ذلك في مقال مفصل لا حقا).
اول الهجوم كان غداة إشارة الخارجية الأمريكية الى امكانية الغاء المغرب لمنتدى النقب، اي ايام قبل الاعلان الرسمي المغرب عن ذلك، إذ عبرت الصحافة التي نقلت عن مسؤولين بخارجية الكيان، انه بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، فإن المغرب هو الذي لم يفي بالتزامته، اذ حسب هاته الصحافة فإن المغرب التزم للكيان بأن ” يفتح سفارة المغرب بالقدس مقابل اعتراف الكيان الاستيطاني بسيادة المغرب على الصحراء”،
والان بعد ان أعلنت الخارجية المغربية صراحة عن ذلك، خرج وزير خارجية الاستيطان، بتصريح مفاده أن موقف الكيان من قضية اقاليمنا الجنوبية الصحراوية سيعبر عنه خلال اللقاء.
وللتذكير فان موضوع اقاليمنا الجنوبية الصحراوية أصبح الطعم الذي ينصبه كثير من مسؤولي الكيان، اذ كلما ارادوا ان يخلقوا حدثا حول زيارة احد مسؤولي الكيان، يربطون ذلك ب” الاعتراف بمغربية الصحراء” ولنا في زيارة رئيس الكنيست الأخيرة اكبر دليل، علما ان مواقف الكيان في القضايا السياسية يعبر عنها اما عبر رئيس الوزراء او وزارة الخارجية، و خير مثال هو تصريح وزيرة الداخلية Shaked خلال زيارتها للنغرب، والتي اعتبرت الصحافة انها اول مسؤولة تعترف بمغربية الصحراء،وكيف كان رد وزارة الخارجية الكيان التي عبرت عن استياء من تصريح الوزيرة، موضحة أن موقف الكيان الاستيطاني هو المعبر عنه من طرف وزير الخارجية، ورغم ذلك فإننا نجد ان عددا من صحافتنا تطبل لكل زيارة.
ان تساهل المغرب في بداية التطبيع مع الكيان الاستيطاني، فتح شهيته في اخد كل شيء من المغرب.
لذا اعتبر أن المناسبة فرصة لتقييم مسلسل التطبيع الذي شمل جميع المجالات، والتي من المحتمل ان يؤلب رأيا عاما دوليا علينا في الوقت الذي يعرف فيه العالم اتساع مقاطعة الكيان في جميع المجالات، وخاصة إذا علمنا ان عددا من حلفاء الكيان وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية عملت على توقيف عد من البرامج، واستثناء عدد من المؤسسات التي تعمل في الضفة الغربية من الاستثمارات، وان اكثر من 15 شركة عالمية سحبت استثماراتها من الكيان، بمناسبة اصدار الامم المتحدة لائحة بأسماء الشركات الدولية المستثمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.