إدريس المغلشي
في مؤسسة المعهد العالي للتدبير كمؤسسة للتعليم العالي و التي تضم بين جدرانيها خيرة الأطر والطلبة ياحسرة … تساءلت مع نفسي ما الغاية من استقدام النماذج السياسية الفاشلة، هل لتقديمها كأمثلة مضادة للتفوق ام كحالات خاصة تستوجب الدراسة لفهم واقع الحال السياسي بالمغرب الذي سيخرجون للعمل فيه ؟ قد أجزم انها عوامل مشجعة على الهجرة اكثر من الاستقرار ، ففي جل الوظائف كما هو متعارف عليه ، عنصر الاستحقاق والكفاءة ضروري لكي تفوز بمنصب وتحقق طموحك الشخصي بعيدا عن اي عامل آخر .لكن في مجال السياسة الأمر مختلف فلا تخضع ممارستها لنفس المقاييس بعدما أصبحت غنيمة لقطاع الطرق السيارة القابضون على المواقع باسم ديمقراطية مخدومة وتسخير بروليتاريا مطحونة تحت رحمة أمناء عامين بعدما احتلوا المناصب.
امام هذه الفوضى الراسخة في مجتمعنا وتأبى التغيير تابعت اللقاء رغم مدته الطويلة وخلصت بنتائج صادمة أن الأفق السياسي يبدو محتكرا من طرف بعض النماذج التي اعتبرها شخصيا من الأسباب الرئيسية لما نعاني منه اللحظة . لقد تابعنا كيف كان اللقاء بدون ترتيب مسبق يستثمر الوقت بشكل إيجابي في النقاش بل ظهر جليا ان الجهة المستضيفة مرتبكة و لم تضع في حسبانها كيف تخرج من هذا الحدث بخلاصات مقبولة تجيب على كل الأسئلة. وبما اننا خرجنا بقناعة أن الفاشل السياسي لايستفيد من اخطائه بل يمعن في تبنيها ولاتستفزه لا الأسئلة ولا القرارات وقد ظهر جليا ان الصحفي رغم جرأته المعهودة لم يوفق في خلق نقاش مع شخصية عنيدة متقوقعة نحو الأنا و نمط وسياق معين حيث لم يأت بجديد .دعونا نرصد معجم الضيف الذي لم يخرج من سمات رديئة لعل ابرزها الاستعلاء والنظر من فوق دون ان يبسط أفكاره بشكل مفيد اكثر من ردود فعل.كما أن استدعاء بعض المفردات التي تستجدي التصفيق أو الفكاهة على حد سواء مع الاستناد على لغة فرنكفونية ضدا على لغة الضاد وفي تناقض صارخ ومفضوح ،كلها اسطوانات مشروخة فاقدة للنجاعة. ولعل ابرزها ان تأتي بمفردات غير محسوبة لتقزيم المخاطب ليسحب بشكل ذكي منه الكلمة ويصطف ضد مفردات اقل مايمكن نعثها بأنها عنصرية وحاطة من كرامة النساء ومن بينهن العاملات في الحمام . مثال آخر لايقل استفزازا عن سابقيه حين تجيب عن سؤال مساهمته كرئيس الحكومة في صناعة اخنوش بعبارة (كان عاجبني وفيها من الإيحاءات مافيها …) للاسف ان بن كيران فاشل لايستفيد من أخطائه وساهم بشكل صريح في من جاءوا بعده ويتحمل المسؤولية كاملة فيما نعيشه الآن.لازال يحتفظ بنفس المعجم ونفس المفردات لزمن سياسي قدولى و لم يعد يقبل مثل هذه الترهات.المواطن ينتظر اجوبة ومؤشرات ومشاريع قرارات على غلاء الأسعار وتضارب المصالح ومجلس المنافسة ومؤسسة حماية المستهلك وغيرها من المشاريع التي تنتظر بدائل من أجل تجويدها اوإيقافها. للأسف لم نسمع جديد . خطاب يجتر الماضي ولايقدم أجوبة على الحاضروالمستقبل . والغريب ان أسئلة القاعة كانت خارج السياق بينما جاءت من خارجها تعكس نبض الشارع وترصد اخفاقات حزب لم يخرج بعد من جلباب شيخه الذي بدا خارج الأحداث ويعيد انتاج نفس الخطاب الذي لم يقدم جديدا للساحة السياسية. المؤلم في الحدث أن من يصفقون له ويضحكون امام قفاشته لم يستوعبوا بعد انهم يساهمون في تعطيل عجلة الديمقراطية باعادة نسخ نفس النماذج للاسف لاتصنع مجدا ولا تاريخا . في المقابل يبقى مريدوه في حالة شرود وخارج التغطية. في ظل وضعية الانحطاط السياسي بن كيران الوحيد المحظوظ “طالع ليه الجوك بوحدو فهاد البلاد السعيدة “