4 /4 قصيدة “كلو للاحلوم” للشاعر محمد بلكبير
كانت المرأة حاضرة في كل الموضوعات بمختلف القصائد الشعرية في فن الملحون، ولانكاد نجد اسم امرأة من الأسماء القديمة أو الجديدة لم ينظم فيها قصيدة أو عدة قصائد.
ويختص”العشاقي” وهو غرض شعري في الملحون بالتطرق لمحاسن وأوصاف المرأة والعلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة على اختلاف مشاهدها الدرامية المشحونة بقوة الإحساس والعواطف.
الشاعر المرحوم محمد بلكبير أحد شيوخ “الكريحة” و”السجية” الذي كان محبوبا عند جميع رجالات الملحون بمراكش، وجد في المرأة مجالا خصبا جعله ينفتح على غرض شعري جدير بالاهتمام وغني في مواقفه وقضاياه، فصاغ لنا تصور متكاملا في الجمال ورؤية شعرية يمكن القول عنها أنها تعكس نظرة مقدسة للجنس الأخر تنطق بلغة الأحاسيس والعواطف.
كلوا للاحلوم … عطفي على لعشيق الفاني من بيك هام
طرفوا لغزير بقا شهيد دون منام
حربة “لازمة” قصيدة نظمها الشيخ والشاعر محمد بلكبير وتمثل النموذج الأمثل لأسلوب الشاعر في التعبير عما يحس، فقيها التكلف، وفيها التكرار، ولكن أحسن ما فيها صدق العاطفة، وفي هذه الميزة تتناسب مع السرابة التي هي عبارة عن فيض جارف من العواطف والأحاسيس تأتي متسارعة سهلة التوظيف والترتيب، سريعة التأثير في المستمع.
في الأربعينات من القرن العشرين وبمناسبة تدشين المدارس الحرة بدأ صوت المدافعين عن سفور الفتاة المغربية والداعين إلى ترك الحايك واللثام وارتداء اللباس الأوروبي، قامت معارك بين دوي الرأي وسلطة التوجيه في الوطن، وبين المتوثبين للسير بالبلاد إلى الأمام شكلا وجوهرا.
كان للشاعر محمد بلكبير صوت إلى جانب المحافظين بداهة فأنشأ قصيدته التي تقول حربتها “اللازمة”: أهل البهجا الحمرا صونوا بناتكم××× أسادتي تحافظوا على لحجاب
وبذل جهدا كبيرا من أجل الاحتجاج لراية ونصرة المحافظين، فرجع بذاكرته إلى لقب دولة المرابطين “الملثمون”:
لملثمين أنتم، التاريخ كالكم ××× وصى ربي على لحجاب والنكاب
وقال في موضع آخر:
تبعوا قول المولى في كتابكم ××× وصى ربي على لحجاب والنكاب
وحدرهم من عواقب السفور××× ارعاو الوقت راه كثروا الذياب
وأصبحت هذه القصيدة التي نظمها الشاعر الراحل محمد بلكبير سنة 1963 هجرية، في ذمة التاريخ محتفظة برأيه ورأي المتعاطفين مع المحافظين.