الامين العام السابق لجبهة التحرير السعيداني يؤكد ان الصحراء مغربية.
ليست هذه هي المرة الاولى التي يعبر فيها عن هذا الموقف، وانما الثانية.
كانت المرة التي عبر فيها عن موقف شبيه، وان ليس بنفس التفاصيل، قبل اقالته من الامانة العامة لجبهة التحرير في اطار معركته المفتوحة وقتئذ مع الجنيرال توفيق (محمد مدين رئيس المخابرات الاسبق) الذي يقبع في السجن حاليا بعدما حكم فعليا لمدة 25 سنة وفرض ما اراد بكل الطرق. وغير خاف ان الجنيرال توفيق، ومعه مساعده السابق وخليفته اللاحق الجنيرال الطرطاق المعروف بالبشير المعتقل معه حاليا كانا يستعملان الانفصاليين الصحراويين استعمالا خبيثا ليس فقط ضد المغرب ووحدته الترابية بل وايضا في الداخل الجزائري، وكان سفير بوليساريو في الجزائر ابراهيم غالي تابعا لهما وقناتهما مع الانفصاليين . ومن المعروف ان توفيق كان يعين ما يسمى بالحكومات الصحراوية وسفرائها كما يعين عناصر المخابرات الجزائرية في كل مكان، وهذا ما يعرفه الجنيرال كايد صالح، الذي حاول استعادة المخابرات العسكرية السابقة التي كان يشرف عليها قاصدي مرباح بعد تفكيك جهاز ال”دي ار اس” ، وما يعرفه السعداني الذي كان عنصرا اساسيا في النظام الجزائري وتولى فيه مسؤوليات كبيرة.
ماقاله السعداني بشان الصحراء المغربية ليست له علاقة في اعتقادي مع البلاغ الصادر عن الخارجية ضد مزوار، وليست له علاقة ب “رد الصرف” كما يقال، وربما الصدفة هي التي جعلت التزامن حاصل، فالرجل معروف بكونه لا يتردد في التعبير عن قناعاته ولو خلقت له مشكلة، وفي ظني ان الرجل، الذي كان مقربا جدا من بوتفليقة وهيا له ارضية هزم الرجل القوي السابق في النظام الجنيرال توفيق، ينطلق من قناعة شخصية ويرفض العبث الذي يترتب عنه اهدار مال وفير ويستغل من طرف من يعملون من اجل مصالحهم الخاصة وليس مصلحة الجزائر، وما قاله، وهذا هو الاهم، يقوله مسؤولون اخرون ويقوله قياديون من قبيل لويزة حانون وسعيد السعدي وقبلهم سيد الحسين ايت احمد وبوضياف وغيرهم،و تقوله نخبة المثقفين الجزائريين ويقوله الشعب الجزائري الذي يرغب في اخراج العلاقات المغربية الجزائرية من حالتها المتردية وغير المقبولة من طرف اي شخص ذي شعور ووعي مغاربيين ولا يغريه الانخراط في اجندات خارجية تراهن على استمرار العناد والصراع المفتعل بين بلدين وشعبين شقيقين بكل مافي الكلمة من معنى. في الجزائر كما في المغرب وتونس وموريتانيا وليبيا يوجد شعور مغاربي يقاوم ، وستكون لهذه المقاومة نتيجة سارة للجميع بكل تاكيد، ان لم يكن اليوم فغذا، وهذا ما يجب ان يفهمه من لايفهمون او لايريدون استعمال حب الفهم لتجاوز مشكلتهم.
صحافة بلا ذاكرة، بلا تراكم، بلا تتبع للاخبار وبلا تمكن كارثة حقيقية. وهذا مايريده من يتحكمون في الاعلام اليوم ويشعرون بانتشاء كبير لانهم وسعوا رقعة المخبرين والعملاء ووضعوا رجالهم ونساءهم في كل مكان، وكانهم غزوا القمر بينما هم يصنعون الخراب. اتحدث عن اجهزة تغولت وجعلت عناصرها الفاقدة للحد الادنى من الحس السياسي التي يختلط لديها الامن بسيكوك تخبط خبط عشواء غير ابهة بتبعات خبطها على الوطن.
محمد نجيب كومينة / الرباط