راسلت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان مراسلة السفير الإسباني بالمغرب، على خلفية قضية خنق الشاب المغربي إلياس الطاهيري إلى حد الموت على يد عناصر من حراس أمن بمركز لإيواء القاصرين في مدينة ألميريا الإسبانية بداية الشهر الجاري.
وقالت العصبة إنها تتابع بقلق كبير تطورات قضية الشاب إلياس الطاهري، البالغ من العمر 18 سنة، مشيرة إلى أنَّ الشاب توفي خنقًا، كما بينَ فيديو نشرته جريدة “الباييس” ، يوم الخميس 11 يونيو 2020، حيث يوثق وفاة الضحية بالمركز المذكور.
وذكرت الهيأة الحقوقية أنَّ المعلومات المتوفرة تؤكد أن القضاء الإسباني قد حفظ الملف في يناير الماضي بعدما استنتج أن الوفاة كانت بسبب “حادث عارض”، وأن الحراس طبقوا البروتوكول المعتمد في مثل هذه الحالات بشكل صحيح، كما أن تقرير الطب الشرعي، استبعد الاختناق كسبب للوفاة، وأرجع السبب إلى عدم انتظام ضربات القلب، غير أن الفيديو المذكور فند كل هذه الادعاءات.
واستغربت العصبة في مراسلتها للسفير الإسباني تعامل القضاء الاسباني بمنطق وصفته بـ” تميزي” مع قضية الشاب إلياس معبرة عن أسفها لتواطؤ عدة أطراف بما فيها إدارة القضاء والطب الشرعي ومركز الإيواء، ودعت العصبة السفير الإسباني إلى إبلاغ السلطات الوصية على القضاء احتجاج العصبة على عملية طمس الحقائق وعدم تحضير مبدأ المساواة أمام العدالة كما تنص على ذلك قوانينكم و المواثيق الدولية.
وطالبت العصبة السلطات الإسبانية بفتح تحقيق في ملابسات القضية واتخاذ المتعين في حق كل من ثبت تورطه في القضية، و إعادة السلام إلى روح الفقيد عبر تحقيق العدالة، ووجهت نسخة من هذه المراسلة أيضًا لوزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.