محمد فكري
في مثل هذا اليوم، 23 مارس من سنة 1965، خرج تلاميذ ثانويات الدار البيضاء إلى الشوارع للاحتجاج ضد المذكرة التي أصدرها يوسف بلعباس التعارجي، وزير التعليم آنذاك، والقاضية بحرمان عدد من التلاميذ من متابعة دراستهم بسبب التكرار أو التقدم في السن. وقد واجهت قوات قمع النظام هذا الاحتجاج السلمي والمشروع، بنزول الجيش إلى شوارع البيضاء وإطلاق الرصاص على المتظاهرين وكل من يتحرك في الشارع، فسقط من جراء هذا القمع الشرس عشرات القتلى ومئات الجرحى، كما تم اعتقال المئات من التلاميذ ومن المناضلين المنتمنين للحركة التقدمية.
وقد امتدت هذه الانتفاضة إلى مدينتي مراكش وفاس حيث خرج طلبة ابن يوسف إلى الشارع منتفضين ضد القمع وضد المذكرة المشؤومة ومطالبين بإصلاح نظام التعليم في جامعة ابن يوسف وعصرنته وتحديثه، وكذلك فعل طلبة جامعة القرويين بفاس.
لقد كان لانتفاضة 23 مارس 65 تأثير كبير على السياسة العامة في البلاد وعلى الحركة التقدمية ونضال الحركة الجماهيرية من أجل التغيير وتحسين مستوى معيشتها.
تحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا في هذه الانتفاضة المباركة.
وتحية لمن كانوا في مقدمة هذه الحركة ومن قادتها، الأحياء منهم والأموات، واخص منهم الرفيق محمد تيريدا والمرحوم محمد المزكلدي (الملاقات) والرفيق المرحوم عبد الواحد بلكبير.. والمرحوم محمد صدقي امدجر..
ولا زال النضال مستمرا والمسيرة متواصلة وعلى الطريق سائرون لن نستسلم أو نخاف، فليس لدينا ما نخسره غير قيودنا.
السي محمد فكري