قال البروفيسور خالد فتحي، عقب انشاء مركز التلقيح الرقمي بمدينة البيضاء، إن أهمية تتبع المخالطين و حصر أعداد المصابين تكمن في أن هاته المراكز الذكية المندمجة للتلقيح تساعد على رقمنة المريض على تحديد هوية المستفيدين، على تسجيلهم، على رصد الفيروس حتى داخل مركز التلقيح هناك فضاءات خاصة برصد الفيروس و في حالة إذا ما كان التحليل إيجابيا يوجه المريض نحو العلاج و إذا كان سلبيا يوجه نحو التلقيح.
وأضاف الأستاذ بكلية الطب بالرباط، في تصريح ثحفي، أن المغرب يكيف استجابته للوضعية الوبائية المتفاقمة و يسرع من عملية التلقيح ليس صدفة باعتبار أن الدار البيضاء كانت أول مدينة تحتضن المركز الأول من نوعه، فالوضعية الوبائية في الدار البيضاء متفاقمة أيضا. و الدار البيضاء هي القلب النابض للمغرب و هذه التجربة النموذجية سيتم تعميمها في المستقبل القريب على جميع الجهات و مدن المملكة، و تعد نموذجا ملهما للدول الإفريقية لأن هذا الفيروس سيبقى معنا لسنوات طويلة و ربما للابد و يجب أن نتعلم كيف نتعايش معه. إذا هو توظيف للإبداع و للابتكار و للتكنلوجية في محاصرة الوباء و في التحكم فيه هذا هو الهدف.
وأوضح الدكتور خالد فتحي، أن مسألة التقدم و المعلوماتية أنها ستكون عامل إيجابي في مواجهة الجائحة لكن مسألة المعلومات الكاذبة كانت وجها سلبيا لهذا التقدم، علما أن المعلومات و البيانات التي سيحصرها هذا المركز الرقمي، ستفيد في معرفة خصائص انتشار الفيروس في المغرب، و تمكن من تجميع بيانات ضخمة من المساهمة في المجهود العالمي للتعرف أكثر على الفيروس و على طرق مكافحته، و لكن التكنولوجية لا تنفع لوحدها لأن التكنلوجية توظف في اتجاهين متناقضين و بالتالي توظيف التكنلوجية في هذا الاتجاه هو يهدف بالأساس للقضاء على الأخبار الزائفة و على توعية المواطنين بالإقبال على تلقي جرعات اللقاح، إذا نحن نسعى لتوظيف التكنلوجية من أجل التحكم أكثر في الجائحة و من أجل تسريع عملية التلقيح خصوصا و أن المغرب الآن هو مقبل على تلقيح الأطفال ، مقبل على تلقيح الحوامل في أي تاريخ من الحمل. هذا يتطلب رصيدا من الثقة و بالتالي يتطلب نشر المعلومات الصحيحة و محاربة الأخبار المضللة.
وأشار الدكتور فتحي خالد، إلى أنه في المغرب هناك الآن تجند من طرف وسائل الإعلام، هناك خبراء و أطباء يشرحون ليل نهار للمغاربة كيفية انتشار الفيروس و كيفية محاربته. و أهمية اللقاح مع ارتفاع الحالات لاحظنا ازديادا في عدد عمليات التوعية و لاحظنا عودة للكمامة و بالخصوص رسائل للأطباء و للخبراء مفادها أم من يرقدون الآن في أسرة الإنعاش هم أولئك الذين أحجموا عن التلقيح و بالتالي هناك الآن دلائل واضحة على أهمية التلقيح يقوم علماؤنا و خبراؤنا بنشرها في شتى وسائل الإعلام، إذا المغرب يحاول أن أن يسير في شتى الاتجاهات: توعية المواطن، تسريع عملية التلقيح، توريد اللقاحات، تصنيع اللقاح في الأشهر القليلة المقبلة، توسيع الفئات المستهدفة للقاح ثم استخدام التكنولوجية أيضا في هاته المعركة المستعرة مع وباء كورونا.
وابرر الدكتور فتحي خالد، أن هاته الجائحة أبانت عن الضعف في التنسيق العالمي فيما يخص مسألة اللقاحات و أبانت أنه بمجرد ما أن نواجه أزمات وجودية يعود العالم فجأة إلى مجتمع الطبيعة، و بالتالي نلاحظ كيف أن العالم الأول تخلى عن إفريقيا مثلا، كيف أن في دول العالم المتقدم بدأوا في الجرعة الثالثة، كيف أنهم يلقحون الرضع بينما في بعض الدول الإفريقية على سبيل المثال لازال حتى الاطباء في الصفوف الأمامية لم يستفيدوا من اللقاح، هاته المسألة تدعونا للتفكير في وضع ميثاق أخلاقي عالمي أو للتفكير في إنشاء مجلس أمن عالمي يكون مخصصا للصحة، و للصحة فقط لأننا نواجه كبشر هجوما لفيروسات ربما ستظهر فيروسات أخرى في المستقبل عما قريب. نحن في مركب واحد و جاهزية الكرة الأرضية من الناحية الصحية تقاس بجاهزية أضعف دولة في العالم، هذا ما يجب أن يعيه قادة الدول العالم المتقدم.