آخر الأخبار

العمل التطوعي بالمغرب

مند بداية الاستقلال تنامى العمل التطوعي (طريق الوحدة والعصبة المغربية لمحاربة الامية كانا من المبادرات الاولى الرائدة)، واستمر لعقود وساهم في انجازات مهمة . وكان التطوع يعني التطوع فعلا وليس ادعاء التطوع. وكانت الجمعيات تنظم هذا التطوع بوسائل المتطوعين انفسهم، لان الدولة لم تكن تخصص الا دعما رمزيا، فالميزانيات المغربية كانت بسيطة ولا علاقة لها بميزانيات اليوم. وكان التطوع وقتئذ طريقا للاندماج الاجتماعي والمشاركة المواطنة وحتى ملء الوقت في غياب الوسائل المتوفرة اليوم للاستهلاك والترفيه، وكانت الفوارق ضعيفة بحيث يشعر المواطنون انهم قريبون من بعضهم ويتععايشون في اطار ثقافة تقليدية تنبذ العجرفة وتضخم الانا، الذي لاعلاقة له بالفردانية.
اليوم اصبح التطوع ضعيفا، ويرتبط لدى وجوده في حالات كثيرة بالجري وراء الشهرة والتمويل الداخلي والاجنبي والاسفار وحفلات الاستقبال في السفارات او بحساب الانتخابات والولوج الى المسؤوليات التمثيلية والوصول الى الصفقات، بحيث اخترق الفساد مجال التطوع. لكن ذلك لايمنع من القول بان هناك مغاربة خيرين يسعون الى فعل الخير ويقدمون الكثير في صمت في الغالب، وهؤلاء يستحقون عندما تتوفر المعلومات الدقيقة التكريم عبر جعل اعمالهم التطوعية والخيرية تدخل التاريخ.

محمد نجيب كومينة / الرباط